يؤكد التصعيد الإسرائيلي مرة جديدة الحالة الهيستيرية التي وصل إليها الكيان الصهيوني الذي أضحى حبيساً لأزماته الداخلية، وللتطورات الخارجية على إثر التحولات العاصفة التي لا تزال تضرب المشهد بشكل عام، بدءاً من انتصارات الدولة السورية التي تسير بشكل مطرد على الأرض، ومروراً بما يجري في الداخل الفلسطيني، وليس انتهاء بالمتغيرات التي تضرب الساحة الدولية نتيجة العملية العسكرية الروسية لحماية المدنيين في دونباس، والتي أطاحت بكل مقومات وحوامل الهيمنة والغطرسة الأميركية.
العدوان الصهيوني هو عبث على حافة الهاوية ولطالما حذرت دمشق من تداعياته، ومن استمرار صمت المجتمع الدولي عليه، لكن ما يتوجب على الكيان الصهيوني أنه لن يستطيع بتصعيده وعبثه التأثير في عناوين المشهد السياسي والميداني، حيث انتصارات دمشق على الإرهاب لن تتوقف حتى دحره بالكامل، بل على العكس من ذلك، فإن العدوان الإسرائيلي الجديد، بات يجسد الخوف الإسرائيلي المتصاعد، نتيجة الهزائم المتتالية لكل منظومة الإرهاب والحرب على سورية، وخاصة الكيان الصهيوني الذي كان ولايزال يشكل رأس منظومة الإرهاب لضرب قوى المقاومة وفي مقدمتها سورية حاملة لواء الدفاع عن الحقوق والقضايا العربية.
العدوان الصهيوني وكما في كل مرة، هو بالدرجة الأولى محاولة يائسة لإثبات أن الإسرائيلي لا يزال موجوداً في الميدان، وهذا يتصل برفع معنويات إرهابييه وأدواته، ناهيك عن الأهداف الإسرائيلية الأبعد والتي أضحت تشكل هاجساً يقض مضاجع كيان الاحتلال، وهي محاولات تغيير قواعد الاشتباك وخلط الأوراق وإعادة الأمور الى المربع الأول، أو على الأقل إبقاء الوضع في سورية والمنطقة على ماهو عليه، لجهة حالة الإرهاب والفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة، لأن هذا الأمر بالمنظور الإسرائيلي يحقق للعدو الصهيوني عدداً من الأهداف الاستراتيجية دفعة واحدة لكونه يشغل دول المنطقة وخاصة دول محور المقاومة.