كتب راغب العطيه:
تسببت الحرب الإرهابية المستمرة على سورية بتدهور الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السوريون ، سواء ممن هم في الداخل أم في الخارج، ولا يمكن أن يتحسن وضعهم المعيشي والاجتماعي والاقتصادي حتى تزول أسباب هذا التدهور.
وعليه فإن من أولى الأولويات لتحسين الوضع الإنساني في سورية هو القضاء على الإرهاب وإنهاء الاحتلالين الاميركي والتركي لأجزاء من الأراضي السورية، ووقف نهب وسرقة الثروات السورية التي تقوم بها القوات الأميركية والتركية وأدواتهما الإرهابية والانفصالية في المناطق التي تنتشر فيها هذه القوات، إضافة إلى رفع العقوبات الأميركية والأوروبية وكل الإجراءات القسرية أحادية الجانب.
فالسوريون الذين صمدوا إلى جانب جيشهم العربي السوري في مواجهة أبشع هجمة إرهابية عرفها التاريخ، وتمسكوا بوطنهم ودولتهم، تم استهدافهم منذ عام 2011 بالمفخخات والقتل والتدمير لممتلكاتهم الخاصة وأرزاقهم وكل بناهم التحتية التي بنيت خلال العقود الماضية، من مشاف ومعامل ومدارس وجامعات وجسور وغيرها، ما جعلهم يعيشون أوضاعا صعبة للغاية، استطاعت الدولة السورية بجهودها الخاصة وبمساعدة أصدقائها وحلفائها أن تتغلب على هذه التحديات، بعيدا عن مساعدة الخارج وخاصة الغربي منه الذي راح يصطاد في بازاراته السياسية لاستهداف شرعية الدولة السورية.
كما تم استخدام السوريين المهجرين بفعل الإرهاب، والموجودين في الداخل السوري بمخيمات تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والقوات الأميركية والتركية الداعمة لها، مثلهم مثل المهجرين في الخارج كورقة سياسية للابتزاز والتسول من جانب دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، دون أن يقدموا لهم سوى الأكاذيب والكلام الأجوف.
وبالرغم من أن الأميركيين وأتباعهم في رعاية الإرهاب يجتمعون كل فترة وأخرى على هيئة حفلات تباكي على السوريين وأحوالهم، بينما في الحقيقة يواصلون دعمهم للتنظيمات الإرهابية والانفصالية، والتضييق على السوريين من خلال نهب ثرواتهم النفطية والغازية وسرقة محاصيلهم الزراعية في وضح النهار، بالإضافة لتطبيق الإجراءات القسرية الأحادية وفي مقدمتها ما يسمى “قانون قيصر” والتي تمنع الغذاء والدواء على الأطفال السوريين.
ويعد “مؤتمر بروكسل” بنسخته السادسة أحدث حفلات التضليل والابتزاز التي تحاول الإدارة الأميركية التسويق لها، غير أن هذا لا يمكن أن يحقق أي شيء للمشروع الإرهابي الأميركي، وذلك لأن هذا المؤتمر وسابقاته ومماثلاته أصبحت مكشوفة للرأي العام السوري والعالمي.
كما أنها مخالفة للقانون الدولي ولا تتفق مع مبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعمل الإنساني، وعليه فمن يرغب بحق بمساعدة السوريين للتغلب على الأوضاع الإنسانية الصعبة عليه أن يوقف دعمه للتنظيمات الإرهابية وينهي وجوده غير الشرعي في الأراضي السورية وان لا يسيس مسألة إعادة الإعمار ، و أن لا يمنع اللاجئين السوريين من العودة إلى وطنهم الأم سورية.
