الثورة – لميس عودة:
هي عهود المقاومة ووعودها الصادقة التي أثمرت وفاء وتحريراً لأرض الجنوب اللبناني, وتصميم وإصرار مقاومين واثقين بحتمية الانتصار, هو نصر بمساحة أمة وانتصار لنهج المقاومة على نهج الخنوع, وفوز الصمود والثبات على نهج التطبيع والتبعية والارتهان، فمع حلول الذكرى الثانية والعشرين لانتصار المقاومة اللبنانية التي تصادف اليوم، مازالت الانتصارات تتوالى, ففي كل يوم يُدحر فيه الإرهاب وأذنابه وتنسف مخططات ومشاريع مشغليه عن جغرافيا منطقتنا، ويُدق إسفين في نعش الأوهام التوسعية الصهيونية.
فقد أحدث انتصار المقاومة اللبنانية منعطفاً استراتيجياً في توازنات القوة وانتقالاً مفصليا من التصدي إلى التحرير والردع، وتحولاً تاريخياً في الصراع العربي مع الكيان الصهيوني الذي سقطت كل رهاناته وترهاته حول تفوقه العسكري والتكنولوجي ليخرج مهزوماً يلملم خساراته وليبقى محور المقاومة صامداً شامخاً.
فالمقاومة اللبنانية نجحت بفرض معادلة فريدة عن إمكانية انتصار الإنسان على آلة الحرب وتفوّق الإرادة القتالية على التكنولوجيا العسكرية المحصنة بالمدرعات والمحمية بالطائرات والمدعومة بالبوارج، فلقد نجحت المقاومة اللبنانية في إقامة توازن رعب وردع مع العدو الصهيوني بالرغم من تواضع إمكانياتها وتمكنت من تحرير ارض الجنوب عام 2000.
وبالرغم من أن العدو الصهيوني وظف أحدث التقنيات العسكرية من وسائل التدمير وتكنولوجيا الحرب الحديثة واستخدمها في اعتداءاته الوحشية على لبنان لمنع تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، إلا أن كل وسائل إجرامه لم تتمكن من كسر إرادة المقاومين ولم تفلح “إسرائيل” في لي ذراع المقاومة التي وجهت للعدو صفعات متتالية موجعة، فخرج مهزوماً يلملم خساراته وبقي محور المقاومة صامداً شامخاً قادرا على التصدي لكل المخططات المشبوهة ومستمرا في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مشاريع تستهدف تفتيتها.
لم يكن إنجاز المقاومة اللبنانية في أيار 2000 انتصارا تاريخيا على أعتى قوة شر موجودة في منطقة الشرق الأوسط ومجهزة بأحدث الوسائل القتالية ومزودة أمريكيا بذخيرة هائلة وأسلحة تدميرية فحسب, بل كان نصراً استراتيجياً مزلزلاً قلب المعادلات ونسف المشاريع الصهيو-أمريكية المعدة لقطع جسور التلاقي على الثبات المقاوم بين دول محور العزة والكرامة.
ختاماً وفي ذكرى التحرير ال22 والانتصار على العدو الصهيوني الغاشم, يجدد السوريون عهود الثبات ووعود الوفاء والمضي قدماً حتى تحرير كامل الأراضي السليبة المحتلة, ودحر مرتزقة الإرهاب العالمي عن ثرى الوطن, ونسف مشاريع الاختراق والتفتيت والاستهداف التي ترمي لتمزيق عرى الترابط والتلاحم بين دول محور المقاومة.