مشهد العائلات وهي منتشرة في الحدائق والمتنزهات وفي المساحات الخضراء على أطراف الشوارع التي أضحت المتنفس الوحيد للكثيرين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالية التي زادت من وطأتها الظروف الصعبة التي نمر بها جميعا، هو مشهد يعبر في دلالاته عن إرادة الحياة والتحدي التي يمتلكها شعبنا العظيم والذي لا يزال صامداً ومتحدياً كل الظروف المأساوية التي خلفتها الحرب العدوانية والإرهابية عليه.
لكن الأمر الملفت والمحزن في تلك المتنزهات العشوائية، هو فيما تخلفه وراءها الكثير من العائلات بصغارها وكبارها من بقايا الطعام والشراب ومخلفات الاستهلاك، حيث تبدو تلك الأماكن بعد خلوها وكأن عاصفة هوجاء من أكياس الشيبس والبذر وبقايا الطعام قد ضربتها.
الخطورة الأكبر في تلك السلوكيات التي يقوم بها البعض في الحدائق والمتنزهات العامة، تكمن فيما تخلفه الأراكيل والتي باتت تنتشر بشكل كبير بين جميع أفراد الأسرة، لاسيما بين المراهقين، من جمر تحت الرماد قد يشتعل في أي لحظة ليلتهم تلك الأشجار والشجيرات والنباتات الجميلة التي نتفيأ بظلالها ونشم هواءها النقي.
هذه التصرفات والسلوكيات التي تُعبر عن جهل، تُعزى بطبيعة الحال إلى محدودية الثقافة بأهمية الحفاظ على البيئة والمتنزهات والحدائق العامة لأنها ملك لجميع أبناء الوطن ولا يحق لأي إنسان العبث بها وتحويلها إلى مكان لرمي القمامة والفضلات.
فإلى متى هذا الاستهتار بأهمية نظافة حدائقنا وشوارعنا ومتنزهاتنا، خصوصا وأننا لا نزال في حضرة اليوم العالمي للبيئة الذي احتفل به العالم قبل أيام قليلة.