الملحق الثقافي- عمار النعمة:
الشاعرة سهير زغبور : من الإنسان وإليه
لو لم تكن كلمة ..إذن لكانت بشراً ..
منها البدء بدأ ..وإليها ينتهي الخبر ….
أوليس يكفي من امتلك ناصية القلم وأطلقها من عقله ..أن يسمى كاتباً ؟!!
فهل خطر ببالنا أن نسأل لماذا نكتب ؟؟
ربما هو سؤال يبدو تقليدياً ..
إلا أن إجابته ليست متساوية الأبعاد عن مركز دائرة التفرد بخصوصية..
تعود وتصب في بحر مترامي الشطآن ..
إنه تجلي الكلمة على هيئة لحم ودم فوق السطور…
يحررها من عبودية الصمت
لتغدو مطلقة القيم ..
طليقة الهدف ..تبحث عن الإنسان ….
تطرق نوافذ الفقراء ..
وأبواب اليتامى ..
تستمع إلى أنين المرضى ..
وانكسار الحزانى …
تقتفي أثر الكنوز الدفينة في عقول الشباب وترفع الستار عن قضية
تدعو ..تدافع ..تشجع ..
تنور ..
وتبني حضارة ..
أو لم يدع قاسم أمين إلى تحرر المرأة ؟!
والشابي إلى صعود القمم .؟!
هذه هي غاية الكتابة
أن نكتب للإنسان لينهض بنفسه و ..بالمجتمع ..
بالحضارة والقيم ……
نكتب لإانسان ..
لأنه جوهر القضايا كلها …
إنه الهدف الأسمى ….
نكتب له ليكون مرآة روحنا
يسبر أغوار ذاتنا ويسقطها على يومياته في شتى تقاطعاتها ….
ولعل رسول حمزاتوف ترجم هذا المعنى بقوله :
لتلك النجوم ..
في قبة الكون ..
طارت
وسوف تطير
مئات الكواكب
نحو الفضاء البعيد ..
يا أيها الناس
يا أيها الناس
أنتم نجوم السماء الفسيحة
كم أتمنى
ولو مرة
أن أطير إليكم
أطير …….
هذا هو الأدب من الإنسان وإلى الإنسان يعود ….
فيؤرخ للزمن تقويماً لايمكن يجرد أو يمحى من حضارة الروح …….
(الكتابة فن)
الكاتب نهاد العيسى : الكتابة فن الحياة
هي الكلمات سقمت حروفها وملّت تواتر الآه منها …لأن هدهد الكلمة قد فارق تلك الحروف …ولم يعطر برحيق الشوق مدها وسكونها..
جميل كما هو أن نرحل إلى عطر المداد نخط صورة الألم والأمل والفرح.
رائع ذاك القلم كما هو يحمل غصن الخلاص لسفينة الضغوط والمعاناة
ويخط بصمة خلاص ويرسم تلك الابتسامة على وجوهنا التي اشتاقت للفرج ..للفرح
في زمن رحل عقرب سنينه.. كان عطر الكتاب ينشي وكانت الكلمة رحيق بيلسان ..فتزاحم أصحاب الفكر وأرباب الأدب ليخطوا على الطرس سيرة الحياة ..منذ الجاهلية وما قبلها حتى يومنا هذا.
الكتابة فن ..يحتاج لقدرة على الإبداع والإبداع يتجلى بمقولة لماذا نكتب ولمن…الجواب ببساطة ..الكتابة أدب والأدب رسالة ..من يكتب يهدف إلى إيصال رسالة للمجتمع للعالم للشباب..رسالة تعزز القيم الاجتماعية والأخلاقية وحتى العاطفية والإنسانية ..وقد يسمح للكاتب أن يضع شيئاً من ذاته ومن فكره ومن روحه لكن في النهاية يجب إيصال الرسالة وتعزيز المفاهيم الإيجابية بالمجتمعات…
إضافة للدور الترفيهي والمتعة في الكتابة وهذا أيضاً رسالة للقلوب والنفوس المتعطشة للفرح والابتسامة للحب للحياة…حيث تأتي الكلمة ترياق وإكسير بقاء.
الكتابة فن كالرسم والموسيقا وقد تكون الكلمة لها دور فاعل ومؤثر وخاصة عندما تحاكي الزمان والمكان وهذا ما فعله جبران خليل جبران في بلاد الشام عندما كتب روائعه وما فعله مكسيم غوركي وارنست همنغواي وما فعله أدباء مصر كنجيب محفوظ والمنفلوطي والعقاد وفي تركيا عزيز نيسين ..وآلاف الأدباء والكتاب حيث جسدوا الحالة الزمانية والمكانية والظروف الاقتصادية والاجتماعية..وصوروا مآسي الواقع وأحزانه وأفراحه..ومن هؤلاء وغيرهم تبنى حالة ثقافية يحتاجها المجتمع لأن جميع حاجات الإنسان لها حدود …إلا حاجة الثقافة لا حدود لها.
العدد 1100 – التاريخ: 21 – 6 – 2022