التضامن مع سورية وفلسطين عنوان المؤتمر القومي العربي في بيروت *المفتاح: تجريم التطبيع.. جبور: لنحاكم القرارات الأممية.. بشور: مشروعنا النهضوي أولاً..
الثورة- فاتن دعبول:
كثيرة هي التوصيات والمقترحات التي أوصى بها المؤتمر القومي العربي بدورته الحادية والثلاثين، والذي اختتم أعماله أمس الجمعة في العاصمة بيروت، بمشاركة 200 شخصية عربية، وألقيت العديد من الكلمات من الوفود المشاركة، والتي أكدت في مضمونها على ضرورة الوقوف إلى جانب سورية في وجه الحرب متعددة الأوجه التي تتعرض لها في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأشاد المشاركون بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية وصمودهما في وجه العدو الصهيوني الأمريكي، الذي تمادى في اعتداءاته على البلاد العربية ومقدساتها، كما حذرت كلماتهم من خطورة المؤامرات المتواصلة التي تحاك من قبل الإمبريالية العالمية، وأكد المشاركون أن المقاومة هي السبيل لتحرير الأراضي العربية المحتلة ومواجهة المخططات الصهيونية في المنطقة.
بشور: الالتزام بالمشروع النهضوي العربي
وبين الأمين السابق للمؤتمر معن بشور بأنه ما كان لهذا المؤتمر أن يستمر على مدى عقود ثلاثة لولا اعتماده في عمله على قاعدتين، أولها: الالتزام بالمبادئ التي تنادي بالتمسك بالمشروع النهضوي العربي، والقاعدة الثانية هي الاستقلالية التي مكنت المؤتمر من أن يتجاوز لحظات انقسام خطيرة عاشتها الأمة.
وقال بشور: في مثل هذه الأيام عام 1982، شنت الحرب الإسرائيلية الخامسة التي واجهها وطنيون لبنانيون ومقاومون فلسطينيون والجيش العربي السوري ومتطوعون عرب وكذلك متطوعون أمميون، لذلك لقاؤنا اليوم هو استمرار تضامن مع لبنان الذي ما زال يواجه حروباً من أنواع مختلفة.
جبور: تحديات أمام المؤتمر واتحاد المحامين العرب
وفي مشاركته تحدث الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة، وأثار موضوع ضرورة اتخاذ تدبير عاجل من المؤتمر ومن المشاركين فيه كي يتاح للمؤتمر في قاعة تخص الأمم المتحدة هي قاعة الإيسكوا في بيروت، لكي يتاح في تلك القاعة إجراء مراجعة قانونية سياسية إنسانية شاملة لمائة عام من تعامل عصبة الأمم المتحدة، ثم الأمم المتحدة مع شعب فلسطين.
وأضاف: وكانت نتيجة قرن من ذلك التعامل، أن نصف الشعب الفلسطيني هجر من وطنه، كما أخضع نصفه الثاني إلى نظام عنصري.
وبين جبور أن التجاوب كان حاراً مع الطرح من قبل المؤتمر ومن قبل الأمين العام لاتحاد المحامين العرب.
ونوه إلى كتيب نشر في دمشق وبيروت أوائل هذا الشهر عنوانه “صك الانتداب على فلسطين.. هل يحاكم في مئوية إقراره” تموز 1922- 2022، وفي الكتيب نصوص رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة موجهة إليه منذ عام 2020 وإلى الآن، تتحدث عن فائدة إجراء مراجعة شاملة لـ 100 عام من التعامل الدولي مع شعب فلسطين.
المعصراوي: دعم المقاومة بلا حدود
وأكد الأمين العام للمؤتمر مجدي المعصراوي أن في اختيار الأمانة العامة للمؤتمر بيروت عاصمة الحرية والعروبة والمقاومة مكاناً لانعقاد هذه الدورة، هو تعبير عن مكانة لبنان لدى أشقائه العرب الذين يرون في دعمه ومساندته واجباً غير خاضع لأي شرط أو مساومة، وخصوصاً أنه يدفع ثمناً عالياً من الحصار الخارجي والمعاناة الداخلية بسبب دوره الحضاري والمقاوم.
المفتاح: التطبيع اعتراف بشرعية الكيان الصهيوني
وقدم الدكتور خلف المفتاح مدير مؤسسة القدس، عضو المؤتمر ورقة خاصة عن “التطبيع وسبل مواجهته” أشارت إلى مخاطر التطبيع على القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني لجهة أن التطبيع يعني الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني واغتصاب فلسطين، وينسف تضحيات قدمها أبناء الأمة العربية على مدى أكثر من قرن من المواجهة ما بين المشروع الصهيوني الاستعماري ومشروع النهضة العربية وحلم قيام الوحدة العربية، إضافة إلى أنه استسلام مذل لهذا الكيان الغاصب وتحد لإرادة عشرات الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية، وطعن بالظهر لتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء.
وبينت الورقة أن اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح الموقعة بين مصر والكيان شكلت الجسر الذي مر عليه قطار التطبيع وما تبعه من أوسلو ووادي عربة وما ألحقته تلك الاتفاقيات من أضرار جسيمة على الشعب الفلسطيني، حيث أصبحت ما سمي سلطة فلسطينية عبارة عن سلطة ذاتية تحت رحمة سلطة الاحتلال، إضافة إلى أن الاتفاقيات التي وقعت مع العدو، لم تغير في سلوكه وسياساته تجاه الشعب الفلسطيني، فاستمر في سلب الأراضي وتهويدها وبرفض حل الدولتين، ويتنكر لأبسط الحقوق التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى أن ما يجري من تطبيع انتقل إلى درجة أكثر خطورة وهي التحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الدول العربية، مع سعي محموم لحرف بوصلة الصراع من عربي صهيوني إلى صراعات دينية ومذهبية وعرقية مع بعض دول الجوار، ومحاولة تحويل الصديق والحليف في المقاومة، إلى عدو، والانصياع إلى الإملاءات الأمريكية لا إلى مصالح العرب الأساسية، إضافة إلى تحدي إرادة الشعب العربي في رفض وجود الكيان الصهيوني وعجز الاتفاقيات الموقعة معه إلى قبوله على المستوى الشعبي، ما أبقى العلاقات معه في المستوى الفوقي.
وحذر الدكتور المفتاح من المشاركة بكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ولاسيما التطبيع التربوي والثقافي معه، وما يشكله ذلك من خطر على وعي الجيل وتشكيل وعي زائف عن طبيعة وجوهر الصراع.
وقدم اقتراحات لمواجهة التطبيع أهمها رفض الحلول الاستسلامية، والتأكيد على خيار المقاومة ودعم نضال الشعب الفلسطيني، ورصد المناهج العربية لعدم اختراقها وتغيير صورة العدو عند الأجيال وإحياء يوم القدس العالمي، والسعي لإقامة يوم فلسطين والاستمرار في تحريك الرأي العام العربي والإسلامي لمنع الحكام العرب من الانخراط في أية سياسات تطبيعية، ودعم الشعب الفلسطيني مادياً لمواجهة ضغوطاته الاقتصادية على السكان القاطنين في جغرافية الاحتلال، سواء في الضفة أو الجولان العربي السوري المحتل، والاستمرار في مواجهته في المحافل الدولية، ودعم محور المقاومة وعلى رأسه سورية التي أسقطت أخطر مشروع واجهته المنطقة، بفضل تضحيات جيشها وشعبها وصمود قيادتها ممثلة بالرئيس بشار الأسد.
وأشار إلى أهمية تعزيز التضامن العربي والشراكة العربية العربية وتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل والمرصد العربي لمواجهة التطبيع والاستمرار في التفاعل مع الشعب العربي في الشتات، والطلب إلى البرلمانات العربية بتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني وكذلك مخاطبة اتحاد الكتاب والأدباء العرب والصحفيين بوضع لائحة سوداء تتضمن اسم كل من يدعو أو يروج للتطبيع من أعضائهما.
بعجي: نحو قمة عربية جامعة
بدوره، قال أمين عام جبهة التحرير الوطنية الجزائرية أبو الفضل بعجي: الجزائر تحرص على أن تكون القمة العربية، التي ستنعقد في الفاتح من شهر تشرين الثاني المقبل، بكل ما لهذا التاريخ من رمزية وطنية وتاريخية وبعد قومي عربي قمّة جامعة بلا إقصاء لأيّ طرف، تكون فرصة لإعادة بناء موقف عربي داعم للقضية الفلسطينية ووضع هذه القضية في صلب أولويات هذا الحدث الهام، الذي نأمل جميعًا أن يكون شاملًا وجامعًا وأن يشكّل انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك.
اسيخوس: نتضامن مع المقاومين
وألقى النائب السابق في البرلمان اليوناني والأوروبي كوستاس اسيخوس كلمة تضامنية مع لبنان والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وقال: إنّ سفينة الاستخراج هي أسهم صهيونية مسجلة في اليونان والكيان الصهيوني.
الموسوي: المقاومة الحلقة الأقوى
أما مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي، فلفت إلى أنّ قوى المقاومة برهنت على أنّها لم تكن في ساحة من ساحات المواجهة الحلقة الأضعف، مضيفاً بأنّ جماهير أمتنا العربية وبالرغم من كلّ أشكال الإحباط التي أصابتها من هنا أو هناك لا تزال في موقع المتلقف للخيارات القومية والحاضنة للقضية الأم قضية فلسطين.