الملحق الثقافي-غسان شمه:
فيلم سينمائي، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، قدم يوم الخميس الماضي في كندي دمر ضمن عرض خاص، سيناريو وإخراج أوس محمد في أول فيلم روائي طويل له، وهو جزء من خطة المؤسسة في إعطاء الفرص للمخرجين الأكاديميين الشباب..
الفيلم يروي حكاية موجعة من آثار الحرب الهمجية على بلدنا، حيث تبدأ التفاصيل مع الدكتور قصي سليم « أحمد الأحمد» المعني بمادة التحقيق الاستقصائي في كلية الإعلام، لكن مجرى حياته يبدأ بالتحول عندما يكشف له الطبيب النفسي زاهر عبد الحميد « علي صطوف»، أن صديقاً لقصي وهو ليث خليل «عبد المنعم عمايري» صديق الطفولة الذي لم يره منذ زمن طويل، نزيل مشفى للأمراض العقلية ويعاني من فقدان ذاكرة ويطلب المساعدة في التعرف على ما كل يفيد في علاجه..
مع مباشرة الدكتور قصي لبحثه وتحقيقه تبدأ الخيوط بالتكشف عن مأساة قاسية تعرض لها ليث حين تم قتل عائلته أمامه في مدينة عدرا التي يسكنها، فيما يتمكن هو من الهرب وقطع مسافة طويلة جداً حيث تجده دورية عسكرية وتنقله ليصل بهذه الحالة، وليث يتقمص شخصية محمد الماغوط محتمياً من ذاكرة نازفة، على إيقاع مقولة مهمة في سياق الفيلم: الموت ليس هو الخسارة الكبرى، الخسارة الأكبر ما يموت فينا ونحن أحياء..
الفيلم يلتقط بحساسية عالية ومعبرة، جوانيات الشخصيات التي تدور بها ومعها الحكاية.. وتضفي الفنانة التشكيلية ريما « لين غرة» المتحررة في حياتها وحواراتها، بعداً مهماً على شخصية الدكتور قصي الذي يعاني بدوره، ويستغل علاقاته لمصالحه الشخصية.
الفيلم الذي امتد لساعتين من الزمن تميز بطريقة معالجته الفكرية والفنية، ومشهديته البصرية الغنية على صعيد الصورة ورمزية تشكيلاتها، وبدت الموسيقا المرافقة معادلاً موضوعياً موازياً للانفعالات النفسية… الفيلم تجربة مهمة للمخرج أوس محمد قدم من خلالها نفسه لجمهور الفن السابع..
العدد 1101 -28-6-2022