الثورة- براء الأحمد:
عبر تقنية الفيديو كونفرانس والتي تأتي ضمن برامج المركز العربي “أكساد” لرفع قدرات الكوادر الفنية في القطاع الزراعي في الدول العربية، ومجال احتساب الموازنات العلفية لكل دولة على حدة، وتحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية افتتح اليوم في مقر المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد ورشة عمل حول ” الموازنة العلفية وتحسين المخلفات الزراعية” .
الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام أكساد قال في الافتتاح: إن القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني يواجه في الوقت الحالي الكثير من التحديات والصعوبات كالتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية التي أصبحت واقعا مُعاشا، إضافة للكوارث الطبيعية من جفاف وحرائق وغيرها، وتداعيات جائحة كورونا، وتأثير الأزمات المحلية والدولية بشكل مباشر على سلاسل الإمداد لمدخلات الإنتاج وتسويق المنتجات، مما يعرض الأمن الغذائي والمائي العربي إلى خطر حقيقي.
بين أن مستوردات الدول العربية من الأعلاف قد زادت بشكل متعاظم فقد بلغت نحو 36 مليون طن من المواد العلفية بقيمة 8 مليارات دولار، وأصبحت تشكل عبئاُ اقتصادياً ثقيلاً يتفاوت حجمه من دولة لأخرى، ونتيجة لعدم وجود استراتيجيات واضحة لتطوير الثروة الحيوانية في معظم الدول العربية، تتضمن سياسات محددة لإنتاج الأعلاف، استمر العجز في إنتاج الأعلاف لسد احتياجات الثروة الحيوانية على مستوى الدول منفردة أو على مستوى الوطن العربي مجتمعاً.
وأكد الدكتور العبيد أن المركز العربي أدرك أهمية تطوير المصادر العلفية وخاصة غير التقليدية لسد الفجوة العلفية، لأن التغذية تعتبر العامل الأهم بين العوامل المسؤولة عن تطور الثروة الحيوانية وتشكل 70% من تكاليف الإنتاج، وإن عملية تأمين الأعلاف كماً ونوعاً تعد بدورها من أهم العوامل التي تجعل قطاع الثروة الحيوانية ناجحاً في تحقيق أهدافه وتوفير المنتجات الحيوانية اللازمة للاستهلاك المحلي.
وأشار إلى أن أكساد قام بمسح شامل للموارد العلفية في الدول العربية وبيّن الأهمية النسبية لتلك الموارد، ونفّذ عدة دراسات لحصر وتقييم مصادر الأعلاف في الدول العربية ، وقام بتجديد هذه الدراسات في عام 2022 كما يضع المركز العربي دراسة جديدة لتحديث الموازنات العلفية الصادرة سابقاً، وهي في مقدمة الأولويات التي يجب بحثها لمعرفة التغيرات التي طرأت على مصادر الأعلاف في الدول العربية، والأوضاع الراهنة للإنتاج الحيواني، وتقديم المعلومات الحديثة للمعنيين وأصحاب القرار لوضع السياسات اللازمة، ولفت اهتمامهم إلى ضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي في حل هذه المشكلة.
وذكر أن مجموعة الدراسات والأبحاث التي قام بها المركز العربي “أكساد” في مجال تحسين المخلفات الزراعية والصناعية الغذائية (معاملة الأتبان وبقايا تقليم أشجار الزيتون وسعف النخيل والصبار الأملس والحمضيات، والاستفادة من مخلفات الشوندر السكري كالتفل والمولاس وغيره…) وإدخالها في الخلطات العلفية ، وابتكار الآلات والآليات اللازمة لرفع القيم الغذائية لهذه المخلفات والعمل على نقل هذه التقانات من خلال وضع برامج التدريب ورفع قدرات الكوادر الفنية في قطاع الثروة الحيوانية، من شأن هذه الدراسات لفت النظر إلى أهمية المخلفات بشكل عام والتوسع في نشرها واستثمارها، وتعد هذه الورشة جزءاً من هذه البرامج التي تعمل على بناء القدرات للكوادر الفنية في الدول العربية.
وختم الدكتور العبيد مشيراً إلى ضرورة تزويد المركز بالمعلومات المطلوبة التي شملتها الاستمارة المرسلة إلى الدول العربية ذات الشأن، ليتم إصدار الموازنات العلفية لكل دولة على حدة، وتحديد الفجوة العلفية الحاصلة وطرائق معالجتها حسب الأوضاع الراهنة ووفق أسس علمية وجدوى اقتصادية وذلك للتقليص من الاستيراد للأعلاف والمواد الأولية ولاسيما بعد ارتفاع الأسعار العالمية للضغط على كلفة الإنتاج من الألبان واللحوم الحمراء، والمحافظة على القطيع، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتوجات الحيوانية في المنطقة العربية.
وسيقوم مجموعة من خبراء أكساد وباحثيه بشرح وتوضيح كيفية جمع البيانات الخاصة بالموازنات العلفية وآلات فرم وخلط وجرش المخلفات، وتحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية وخاصة مخلفات الزيتون والنخيل، وتحويلها إلى أعلاف متكاملة بهدف خفض الفجوة العلفية في الدول العربية وتقليص كمية الأعلاف المستوردة وخفض تكاليف الإنتاج.