الثـــورة:
يمكن للتجارب الإبداعية الخالية من القيود والضغوط أن تؤدي إلى نتائج رائعة. هذا ما حدث مع سلسلة Natura Insects والتي ابتكرها راكو إينو Raku Inoue ، حيث استحوذت تصميماته الزهرية المعقدة الرقمية على مخيلة أكثر من خمسين ألف متابع على Instagram.
قدم إينو مثالًا مدهشًا للثقافة اليابانية الكندية الهجينة ، والذي يدفع للتساؤل عما إذا كان هذا العمل الرقمي سيكون له تأثير ملموس على اتصال الناس بالطبيعة.
راكو إينو Raku ، فنان متعدد التخصصات مقيم في مونتريال، كندا. ولد باليابان ، ثم انتقل لكندا في سن التاسعة، فتأثرت ذائقته الفنية بكلتا الثقافتين معًا دون القلق من تأثير صدمة ثقافية حضارية نتيجة احتكاك الشرق بتقاليده المتحفظة والغرب بالاتقاليده الانفتاحية المتحررة.
يقول إينو ” أن تكون قادرًا على المناورة الإبداعية عبر عوالم ثقافية مختلفة في وقت مبكر يجعلك تشعر بالتحرر ” لافتًا لاهتمامه بفن الوسائط المتعددة على أنه يعشق ” الرسم والنحت وصناعة الورق والفنون الرقمية ” فقد أدرك من فترة طويلة شعور “التحرر الرائع” عند “فك قيود” تلك الأشكال الفنية للزهور، وفك مستغلقاتها الإبداعية لتكويناتها ومكوناتها، وتحرير أغلالها الأكاديمية، ولم يشعر أبدًا بأن عليه التوقف عند شكل فني معين للتعبير عما يعتمل بنفسه، ويدور فى أعماقه ويلهو فى مخيلته، بل حاول التعبير عن كل ما يدور فى وجدانه حتى لو كان مهمشُا.
يرى إينو أن إن الهوس الرقمي على Instagram بتمثيل العالم الطبيعي دون الإيمان بفكرة الطبيعة والحفاظ عليها ن أمر مثير للسخرية، حيث يأمل فنان الوسائط المتعددة الياباني أن تلهم أعماله الفنية الناس للاستمتاع أكثر بالطبيعة دون التعدي عليها وإقصائها .
يمثل استخدام الزهور الموسمية والحفاظ على الأنواع النادرة منها واحترام الطبيعة أمر هام بالنسبة لإينو، حسب موقع mymodernmet-com، فهو يقوم بجمع المواد الفنية الخاصة بأعماله من تساقط بتلات الزهور، أو أغصان مقطوعة من شجيرات قصيرة، أو أوراق شجر متساقطة هنا وهناك في حديقته الخاصة، والتي يحتفظ فيها بأنواع من مختلف أنواع الزهور والنباتات والتي يقوم بزراعتها بنفسه، حيث يمتد وعيه البيئي لصناعة السماد الخاص به بنفسه، ويحاول جاهدًا عدم إهدار المواد التي يجمعها.، حيث يجمع كل ما يمكنه العثور عليه لصنع لوحاته الفنية الإبداعية الطبيعية، حيث يمكن أن تكون الحرية الإبداعية الكاملة بمثابة رفاهية ، لذلك يقدر إينو كل لحظة إبداعية يقضيها لتزدهر مخلوقاته، و لتكون نتيجة هذا الدافع الإبداعي.
بدل من أن يعمد إينو لإنشاء نباتات “تحرير مجمعة” يقوم بإنشاء Natura Insects رقميًا ، فيقوم بإنشاء منحوتات صغيرة لتصويرها بعد ذلك. حيث يتلاعب رقميًا بالزهور في تكوينات وتجمعات بدلاً من التضحية بعدد لا يحصى من الزهور ، ويلتقط صوراً لنفس الأزهار من خمس زوايا مختلفة نحو تحقيق صورة بانورامية ثلاثية الأبعاد.
يقول:” ابتكر فقط لأنني أشعر بأنني مجبر على صنع شيء رائع دون التفكير في معنى أعمق”
“أرى أنه في معظم الأوقات ، سيعرض الأشخاص معانيهم وتفسيراتهم الخاصة على عملي على أي حال ، هذا أمر رائع لأن الناس يرون ما يريدون رؤيته” لافتا أن هذا هو السبب في أن عمله بعيد المدى، حيث يعتقد أنه حقًا ما يدور حوله الفن. و “لا ينبغي أن تعرف أي حدود يقف عندها الفن”.
“فبعض الناس لا يرون الجمال في خنفساء الأيل أو عنكبوت الصفصاف ، لكن الفنان الحقيقي يستثمر حشرات مثل هذه بجماليات ترضي الجميع وتكرس لرضى الطبيعة.