وزير الإعلام يلتقي صحفيي “الوحدة”: علينا التفكير بتشريعات تخدم طبيعة وسائل الإعلام الحديثة وقطعنا شوطاً في إعداد قانون الإعلام
الثورة – غصون سليمان:
في العمل الوطني الإعلامي ثمة تفاصيل غنية تحرك معايير القدرة على العطاء وتمنح النفس مزيداً من الحب ليختمر لون العطاء مع واجب الإخلاص لوطن وأرض وشعب ورسالة إعلامية ناجحة.
وفي رحاب مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر، وبمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لصدور أول عدد من صحيفة “الثورة ” كان الزملاء الصحفيون صباح اليوم على موعد مع حوار ونقاش غني مع وزير الإعلام الدكتور بطرس حلاق، حيث دار الحديث حول كل ما يتعلق بهموم المهنة ومستجداتها من مشاريع وقوانين وتطورات، وما يتطلبه التغيير في التفكير والذهنية وأسلوب التعاطي مع الشأن العام صغيره وكبيره.
واستهل وزير الإعلام حديثه بعبارة حملت الكثير من التقدير مختصراً إياها بكلمة شكر لكل من عمل في هذه المؤسسة، مؤكداً أنها بداية لأن تعمم وتصبح تقليداً سنوياً لأن كلمة شكر يجب أن تقال بشكل دائم وموثقة بالصورة والحدث.
ولفت الوزير إلى أن لقاء الإعلاميين بشكل عام هو لقاء مفيد بكل ما تعنيه الكلمة طارحاً مجموعة من التساؤلات التي تدور في أذهان الحضور وتعمل عليها وزارة الإعلام والتي تؤمن بالتشاركية والتشاور إلى أبعد حدود من ناحية أخذ الآراء ووجهات النظر لأن كل ما نقوم به بالنهاية يجب أن ينعكس على الإعلاميين أنفسهم.
وأوضح الدكتور حلاق أن الوزارة تعمل على أكثر من مستوى لتطوير آليات عمل الإعلام من خلال تحديد المشكلات وهل هي تتعلق بالتكنولوجيا أم بالتمويل أم بالقدرات البشرية ومع استعراض كل هذه العناصر، كان الرأي هو أنه بدل الترميم في المؤسسات سواء على المستوى المالي والإداري أو الاستكتاب لاحظنا ضرورة العمل بدءاً من القوانين نفسها، فتطوير أي مؤسسة يبدأ من القانون، من هنا كان البدء بقانون الإعلام ومراسيم الإنشاء أكان بالوزارة نفسها أو بالوزارات بشكل يعطي المرونة بكل ما يمكن التفكير فيه.
وذكر وزير الإعلام بأن القوانين السائدة حالياً بالمؤسسات الإعلامية كانت جيدة جداً في المرحلة التي أنشأت فيها خلال فترة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، واليوم في العام ٢٠٢٢ يجب التفكير بقالب تشريعي قانوني يخدم طبيعة الوسائل الحديثة وأسلوب التلقي للجمهور.
الحل قانون خاص بالإعلام
وبيّن الوزير أن وزارة الإعلام تعمل على قانون خاص بالإعلام بمعنى خروج الإعلاميين من قانون العاملين الموحد وهو حل مناسب وملائم كما فعلت بعض المهن حين استطاعت الخروج من القانون الأساسي كأساتذة الجامعة والقضاة، وبالتالي الأجدى بالإعلاميين كطبيعة عمل إبداعية أن يكون لهم قانون خاص، حيث قطعت الوزارة شوطاً كبيراً في الإجراءات المتبعة بهذا الجانب بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية .
ميثاق شرف
ومن الأفكار التي طرحها الوزير ما يجري العمل عليه حالياً وهو ميثاق شرف صحفي نحمي به أنفسنا ومجتمعنا، وتنفيذ هذا المشروع يحتاج إلى همة الصحفيين جميعاً، ففي القانون القديم كان هناك ملحق له علاقة بالمواثيق.
وحول قانون الجريمة الالكترونية أوضح الوزير أن القانون يتحكم بوسائل التواصل الاجتماعي ويعمل على ضبطها بما هو مطلوب مبيناً أن المحتوى هو مجموعة ضوابط واردة بقانون العقوبات كعدم المساس بالوحدة الوطنية والسيادة وغيرها ونوه في هذا السياق كيف شوه بعض المغرضين المجتمع وبالتالي الأولى بحماية هذا المجتمع هم الصحفيون أنفسهم.
ولطالما يعتمد نجاح الإعلام على نجاح المعلومات المتدفقة من الوزارات والمؤسسات فنحن أمام حالين كما ذكر الدكتور الحلاق الأول انتزاع المعلومة وهذا ليس منطقي لأننا نحن والوزارات والمؤسسات جزء من كيان واحد، كما أن الامتناع لا يعطي الشيء الكامل والصحيح ما يسرع انتشار الروايات الكاذبة والعيش ببيئة خصبة للشائعات والتداول الخاطئ.
وأكد وزير الإعلام أن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً مع الحكومة من ناحية توفير المعلومة وتأمينها الصحفي، لكنه بالمقابل أشار إلى ضعف احترافية البعض فيما يخص قراءة الأرقام ومعالجتها فالرأي العام لم يعد يشبعه “السجع” ولا الرقم المجرد وإنما القراءة الصحيحة وفق المؤشرات والدلائل المطلوبة.
التدريب المستمر
وفي رده على مداخلات الزملاء الصحفيين في الصحف المركزية للمؤسسة وصحف المحافظات من ناحية الحاجة إلى التدريب المستمر ورفد المؤسسات بالكوادر الشابة، وتثبيت القائمين على رأس عملهم وتحسين ظروف عمل الصحفيين مادياً ومعنوياً وعودة الصحافة الورقية أشار الوزير إلى أن الإعلام الورقي باق عندنا وعند غيرنا وأن الصحافة الورقية عائدة لكن بشكل ومضمون يلائم ويلبي احتياجات هذه المرحلة مؤكداً أن الوزارة جاهزة لتدريب الزملاء في كل الاختصاصات وفي جميع المحافظات، وتبذل كل جهد لتأمين مستلزماتهم.
كما أوضح أن العاملين بالحقل الإعلامي هم بحكم المثبتين، وعندما يخرج قانون خاص بالإعلاميين سوف ينتج عنه قانون مالي وقانون توظيف، يسهل إجراء المسابقات بما يناسب آليات العمل الإعلامي، مشيراً إلى أن الإعلام صناعة وأساس البناء هو القوانين الصحيحة والتي نحافظ فيها على قطاعنا ومواردنا وخبراتنا، حيث المشكلات جميعها تتعلق بطبيعة القانون لافتاً إلى أننا أحوج اليوم إلى موضوع التشاركية بما يلبي الاحتياجات والرغبات.
تكريم عدد من الصحفيين
وفي نهاية الاحتفال قدم وزير الإعلام شهادات التقدير لـ ٢٦ زميلاً صحفياً وعاملاً في المؤسسة وصحف الثورة وتشرين وسيريا تايمز والوحدة والفداء والعروبة والفرات والجماهير، ومن صحيفة “الثورة” تم تكريم الزملاء ديب حسن وناصر منذر وغصون سليمان وميساء الجردي وفؤاد مسعد كما قدم الوزير شهادات التقدير لراعيي حفل التكريم فادي رحمو المدير العام لموقع (رحمو نيوز) الإعلامي ومحمد بشير خريبان مستثمر المركز الطباعي في اللاذقية.
وحضر اللقاء أحمد ضوا معاون وزير الإعلام والدكتور فايز الصائغ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع وأمجد عيسى مدير عام مؤسسة الوحدة ومدراء المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الثورة وتشرين وسيريا تايمز والوحدة والفداء والفرات والعروبة وحشد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية.
الثورة – تصوير : زياد فلاح و عدنان الحموي