فعالية ثقافية حول الأمير عبد القادر الجزائري.. وزير الأوقاف: لدى سورية والجزائر تاريخ مشترك في مقاومة الاحتلال وتقديم الشهداء … السفير تهامي: إقامة الأمير عبد القادر في دمشق عززت الرصيد التاريخي لعلاقاتنا
الثورة – متابعة راغب العطيه:
بمناسبة الذكرى الـ60 لعيد استقلال الجزائر أقامت السفارة الجزائرية بدمشق مساء أمس بالتعاون مع مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري الدولية للثقافة والتراث بسورية، فعالية ثقافية حول الأمير عبد القادر الجزائري، وذلك في مجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق.
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن تاريخ الجزائر يشترك مع تاريخ سورية في مقاومة الاحتلال وتقديم الشهداء، من أجل تحقيق الاستقلال والحرية والسيادة، مشيراً إلى أن الأمير عبد القادر الجزائري اختار دمشق وهو يواجه الاستعمار الفرنسي، وفيها تنفس هو والآلاف من أتباعه الجزائريين الهواء السوري والهواء الدمشقي والهواء المسيحي والهواء الإسلامي.
وأضاف وزير الأوقاف: إن ما عانته الجزائر في العشرية السوداء يماثل ما عانته سورية من الإجرام الداعشي، مشيراً إلى أن العنوان الأعظم هو أن دماء مليون شهيد جزائري توحدت مع دماء آلاف الشهداء السوريين في نفس الفترة دفاعاً عن أوطاننا وعزتها واستقلالها وكرامتها.
من جهته أكد السفير الجزائري بدمشق الدكتور لحسن تهامي أن ذكرى استقلال الجزائر بقدر ما هي غالية على الجزائريين، فهي كذلك غالية على كل مناضلي الحرية في وطننا العربي والعالم، وخاصة عندما تقترن المناسبة باستذكار شخصية المجاهد الجزائري الفذ الأمير عبد القادر الجزائري الذي يعود له الفضل بزرع بذرة النضال والكفاح ضد المستعمر الفرنسي، ووضع الأسس الصلبة للثورات التي اشتعلت بعده في كل ربوع الوطن وانتهت بحرب تحريرية حاسمة بزغت بها شمس الحرية والاستقلال.
وقال السفير تهامي: إننا نهدي إحياء هذه الفعالية على أرض سورية إلى ذكرى ملايين التلاميذ والطلبة السوريين الذين دأبوا ولسنوات عديدة إبان ثورة التحرير الجزائرية على تحية العلم السوري مقروناً بالنشيد الوطني الجزائري، ما يعني أن الجزائر حاضرة في وجدان السوريين.
وأوضح السفير تهامي أن إقامة الأمير عبد القادر في دمشق عززت من الرصيد التاريخي للعلاقات الجزائرية السورية التي اتسمت دوماً بالتميز والتلاحم الشعبي والحرص الدائم من قبل قيادتي البلدين على تعزيز جسور التواصل والتشاور والتنسيق، مضيفاً أن الاندماج التام بين الشعبين الجزائري والسوري هو الصخرة المتينة التي قامت عليها العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والتي تجلت في الدعم السوري للثورة التحريرية في الجزائر ودعم الجزائر لجهود حل الأزمة في سورية عبر الحوار دون تدخلات أجنبية، بما يضمن سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتتطلع الجزائر إلى استعادة سورية لدورها العربي والإقليمي والدولي.
من جهته قال شريف صواف رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري للثقافة والتراث بسورية المشرف العام على مجمع كفتارو: إن الجزائر علّمت الدنيا أن الاستقلال والحرية والكرامة والدفاع عن الوطن لا يمكن أن يكون رخيصاً، فأصبحت رمزاً من الرموز الوطنية العربية الشريفة، مؤكداً أن الحضارة العربية الإسلامية قائمة على الشراكة مع كل الحضارات.
أما جوزيف زيتون ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجى فقد قال: إن استقلال الجزائر مناسبة وطنية وقومية والأمير عبد القادر قائد وطني ورائد للمقاومة ومؤسس الجزائر الحديثة، مستعرضاً وقفاته الوطنية والقومية ضد المحتلين.
وتخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي مصور عن الجزائر، كما أدت فرقة إنشادية أناشيد دينية سورية وأخرى جزائرية، إضافة إلى معرض صور عن حياة الأمير المقاوم عبد القادر الجزائري.
حضر الفعالية حشد كبير من علماء ورجال الدين المسيحي والإسلامي وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دمشق وعدد من المدعوين.