الثورة – تحليل عبد الحميد غانم:
لزيارة وزير الخارجية الإيرانية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق أهمية كبيرة، إذ أجرى مع القيادة في سورية مباحثات معمقة في جميع المسائل المتعلقة بالبلدين الشقيقين والعلاقات الثنائية المتينة وبحث شروط تحسين الوضع العام في المنطقة، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار التحركات والاتصالات المكثفة التي تشهدها المنطقة، وفي ظل الأوضاع المؤثرة على الأمن والاستقرار نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية فضلاً عن الطموحات التركية المهددة لوحدة سورية أرضاً وشعباً واستمرار المخطط الأمريكي الغربي ومواصلته الحرب على سورية بأشكالها المختلفة سياسياً وإعلاميا ً واقتصادياً وإرهابياً.
إن زيارة الوزير الإيراني ومباحثاته مع القيادة السورية وخصوصاً مع الرئيس الأسد أكدت العديد من المرتكزات الأساسية في العلاقات بين البلدين الصديقين:
فقد أكدت عمق العلاقات السورية الإيرانية وثباتها وإنها علاقات استراتيجية، حيث حرص الجانبان على تعزيزها وتوسيعها لاسيما في المجال الاقتصادي لجعلها ترقى إلى مستوى تطلعات الشعبين والقيادتين وذلك عبر إرساء قواعد متينة لعلاقات اقتصادية طويلة الأمد.
كما أكدت وقوف الحليف الإيراني إلى جانب سورية وشعبها لتجاوز الآثار السلبية للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية وضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين لتجاوز آثار العقوبات المفروضة على كليهما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين والتي تمثل أبشع أنواع الإرهاب.
وأكدت أن إيران كما سورية منفتحة على التعاون مع أشقائها وأصدقائها في كل دول المنطقة ومن الضروري تحسين وتطوير العلاقات بين دول الجوار فهذا يأتي كأولوية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والشعور بالطمأنينة لجميع هذه الدول ومن الضروري التجاوب مع هذه الإرادة لأنها تعبير حقيقي عن سيادة وحرية واستقلال قرار دول هذه المنطقة.
وتطابقت وجهات النظر السورية الإيرانية إزاء التطورات في المنطقة بالتنسيق والتشاور المنتظم القائم بين البلدين والتأكيد على أهمية استمرار ذلك لمواجهة المخططات الغربية التي تستهدف سورية وإيران وبحث سبل التعامل مع التطورات في المنطقة.
وأكدت أن سورية ترحب بأي دور للحليف الإيراني لإرساء الأمن والاستقرار وهذا عائد بالأساس إلى حقيقة أن العلاقات السورية الإيرانية استراتيجية تمتد إلى أربعة عقود من التعاون والتنسيق وقائمة على الثقة المتبادلة وعلى أساس أن طهران تدعم مواقف سورية وخاصة في حربها على الإرهاب، وفي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وفي دعم سورية اقتصادياً وفي كل المجالات الأخرى، وهذه هي الثقة التي تبنى عليها العلاقات، ومن هنا جاء ترحيب سورية بأي دور إيراني.
إن سورية وإيران متفقتان على ضرورة عدم السماح للإرهاب بأن يستمر بقتل شعوب المنطقة بدعم كامل من الدول الغربية وأن إيران تشارك في مسار أستانا الذي عقد وفقه اجتماع قبل أسبوعين والذي يأتي ضمن الجهود الدولية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل ربوع سورية.
وحول سياسات النظام التركي والتهديدات بعدوان جديد يستهدف سورية، إن هناك جهوداً إيرانية لحل المشكلة وسورية ترى أن أي حل يقود إلى انسحاب قوات الاحتلال التركي من الأراضي السورية ووقف أي اعتداءات تركية على سورية وسحب الدعم التركي للمجموعات الإرهابية وإلى الحفاظ على وحدة سورية، إيجابي يجب الالتزام به من الطرف الآخر وسورية لديها ثقة بإيران وليس بالآخرين.
وجدد الوزير عبد اللهيان مواقف إيران الثابتة عبر التأكيد على مواصلة إيران دعمها لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها ودعمها لوحدة الأراضي السورية وإدانتها الاعتداءات الإسرائيلية عليها.
إن مواقف الحليفة إيران ليست جديدة بل هي ثابتة كما عهدناها، وقد عبر عنها وزير خارجيتها في المؤتمر الصحفي بعد اختتام مباحثاته في دمشق عندما أكد رفض إيران أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لسورية لأن هذا التدخل غير صائب وغير صحيح ويعقد الأوضاع وقال: نحن نعتبر أن أي عملية عسكرية في سورية تزعزع الأمن في المنطقة.