الثورة- تقرير لجين الكنج
رداً بالمثل، تقوم روسيا على الدوام باتخاذ إجراءات مضادة ضد الدول التي تناصبها العداء، على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس، إذ تصعد الدول الأوروبية من سياساتها الاستفزازية تجاه روسيا، تحت ضغوط أميركية، لمحاولة عزل روسيا، ولكن النتائج غالبا ما ترتد سلبا على تلك الدول، التي باتت تدرك اليوم التداعيات السلبية لسياساتها التصعيدية.
وعلى خلفية ترحيل بلغاريا 70 دبلوماسياً روسياً من أراضيها، وتأييد الاتحاد الأوروبي لهذا القرار غير المبرر من وجهة النظر الروسية، أعلنت موسكو على لسان المتحدثة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا أن بلادها قد تتخذ إجراءات جوابية ضد الاتحاد الأوروبي على تأييده قرار بلغاريا ترحيل الدبلوماسيين الروس.
ووفق ما ذكرته وكالة نوفوستي، فقد نشرت الوزارة على موقعها الرسمي تأكيد زاخاروفا “بأن قرار صوفيا المسيّس بشأن التخفيض غير المبرر لموظفينا الدبلوماسيين في بلغاريا، بالطبع، لن يبقى بدون رد فعل على أساس ثنائي. يجب أن تفهم دائرة العمل الخارجي الأوروبي أن الدعم الطائش للأعمال المعادية لروسيا من قبل الدول الأعضاء المنفردة يتحمل مسؤولية عواقبها الاتحاد الأوروبي برمته، بما في ذلك فيما يتعلق بالإجراءات الجوابية من جانبنا”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن “إعلان 70 دبلوماسيا والموظفين الإداريين والفنيين والاقتصاديين “أشخاصا غير مرغوب فيهم” بدون أي مبرر وأدنى محاولة لأي تبرير، خطوة تتجاوز نطاق الدبلوماسية”.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أنه “إذا كان مثل هذا “الإجراء المبتكر” يعتبر مقبولا في الاتحاد الأوروبي، فمن الجدير التفكير في مبدأ المعاملة بالمثل، الذي تقوم عليه العلاقات الدبلوماسية”.
وكانت صوفيا قد أعلنت في وقت سابق 70 موظفا في البعثة الدبلوماسية الروسية “أشخاصا غير مرغوب فيهم” في 28 حزيران الماضي..
وذكر رئيس الوزراء كيريل بيتكوف للصحفيين في الشهر الماضي: « بأن بلغاريا سترحل70 دبلوماسياً روسياً” .
ورحلت دول غربية تحت ضغوط أميركية مئات الدبلوماسيين الروس في الأشهر الماضية، وردت روسيا بالمثل.
وفي هذا السياق غادرت طائرتان روسيتان بلغاريا الأحد الماضي وعلى متنهما عشرات الدبلوماسيين الروس وعائلاتهم وسط عملية ترحيل جماعي أدت إلى تصاعد التوتر بين البلدين.
وقد ذكر فيليب فوسكريسينسكي، وهو دبلوماسي روسي رفيع المستوى، للصحافيين في مطار العاصمة البلغارية، صوفيا، إنه كان بين 70 دبلوماسيا روسيا أعلن أنهم “أشخاص غير مرغوب فيهم” الأسبوع الماضي، وتلقوا أوامر بمغادرة البلاد الأحد الماضي حسب موقع روسيا اليوم .
ووجهت السفيرة الروسية في صوفيا، إليونورا ميتروفانوفا، إنذارا لبلغاريا للتراجع عن قرارها وهددت بأن موسكو ستقطع العلاقات الدبلوماسية معها تماما.
وقالت في بيان: “أعتزم أن أثير أمام قيادة بلادي مسألة إغلاق سفارة روسيا في بلغاريا، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى إغلاق البعثة الدبلوماسية البلغارية في موسكو”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد أكد في وقت سابق يوم أمس أن قرار ترحيل 70 موظفا بالسفارة الروسية في بلغاريا، مرتبط بضغوط واشنطن على صوفيا، معتبرا بأن”هذا ليس قرارا مستقلا لرئيس الوزراء بالوكالة، الذي لديه توجه صريح تماما ولا لبس فيه مؤيد لأمريكا “.. وأوضح أن هذا التوجه يكمن في تدمير أسس العلاقات مع روسيا التي تم ترسيخها في النضال المشترك من أجل الاستقلال، وفي العديد من المواقف الأخرى، بما في ذلك التاريخ الحديث.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن “سياسة واشنطن، لا تنطبق فقط على بلغاريا، فهم يريدون تقويض الذاكرة التاريخية لشعوب أخرى في البلقان، لافتا إلى أن السفارة الروسية في بلغاريا أصبحت غير قادرة على العمل بعد ترحيل صوفيا لـ70 دبلوماسيا روسيا.
