الثورة – فاتن أحمد دعبول:
يحتفي مسرح القباني وضمن مهرجان” فرح الطفولة” بمسرحية” دكان التحف”، وهي من تأليف الأديب محمد الحفري، وإخراج جمال نصار، طيلة أيام عيد الأضحى المبارك.
صناعة الإنسان
وعن العرض المسرحي وحكايته يقول مؤلف العمل محمد الحفري: أن القصة تقوم على حكاية فتى أرادت والدته أن تعلمه وتختبره، فبعثته إلى أحد المتاجر في السوق، وهناك يعطى ثوب ليبيعه في السوق، وفي المرة الثانية يعطى عكاز، والاختبار الثالث كان عندما أعطي سجادة وغير ذلك، وكان في كل مرة ينجح في بيع تلك القطع ويتعامل مع الناس بصدق وأمانة.
وأخيراً وبعد تأكد والدته من حسن صنيعها، تقرر أن تصارحه بالأمر، ليكتشف أن الدكان الذي كان يأخذ منه البضاعة هو ملك لوالده الذي تركه له ولوالدته قبل أن يسافر، بالإضافة إلى قطعة أرض ومنزل، وحتى التاجر هو عامل في ذاك الدكان مع زوجته، حيث يعرضان عليه في نهاية العمل أن يتسلم منهما الدكان مع المنزل الذي يقيمان فيه، لكنه يرفض ذلك ويبقي الأمر كما هو عليه.
والمسرحية تعول كثيراً على صناعة الإنسان الذي يمكن تربيته بشكل صحيح وسليم، ليكون من صانعي المستقبل، ويصبح من أعمدته التي يمكن الاعتماد عليها في تأسيس مجتمع معافى يسود فيه الأمن والاستقرار.
-نحتاج موهبة خاصة..
أما فيما يخص الكتابة للأطفال فيقول الحفري:
الكتابة الموجهة للأطفال تحتاج موهبة خاصة، أهمها أن يكون الكاتب طفلاً في بعض حالاته على الأقل، كي يستطيع إيصال رسائله بطرق تتناسب مع هؤلاء الأطفال، وكما هو معلوم فالكتابة لهم هي من أصعب أنواع الكتابة، لأنها تنتمي إلى السهل الممتنع، ومن أهم مقوماتها، وجود الحكاية التي تتميز بالشد والجذب، والتي يجب أن تناسب حركة الممثل على الخشبة، ومن دون هذه الحكاية لا يمكن أن يكون هناك عرض مسرحي مهما قدمنا من تقنيات، وهي يجب أن تتضافر مع الأغنية وسينوغرافيا العرض بشكل كامل.
ويرى الأديب الحفري أنه من الضروري أن يحمل عرض الأطفال الكثير من الدلالات والأهداف التربوية التي نأمل زرعها في الأبناء الذين يعدون عدة المستقبل وأعمدته الراسخة.
التوجه لليافعين
وبدوره يبين مخرج العمل جمال نصار أنه من الأهمية بمكان التوجه لفئة اليافعين وخصوصاً أنهم لا يأخذون حقهم من الأعمال الأدبية أو المسرحية، لذلك جاءت مسرحية” دكان التحف” لتتوجه إليهم وتخاطبهم وتكرس لديهم مفاهيم قيم الصدق والأمانة وحسن التعامل مع الآخر.
ويضيف: أن العرض يأتي ضمن مهرجان” فرح الطفولة” ويتزامن مع عيد الأضحى المبارك، ما يعطي العمل خصوصية في استقطاب الأطفال واليافعين والتوجه إليهم بمقولة لطالما آمنت بها وهي” إن الإنسان أهم تحفة في العالم” وهذا ما تؤكد عليه مسرحية” دكان التحف” التي كتبت بأسلوب شائق وقريب من عقول الأطفال ويداعب مشاعرهم.
– النص، الحامل الأساس..
ويبين نصار أن من الصعوبة بمكان إيجاد نص مسرحي متكامل، لأن النصوص في أغلبها كتبت بشكل أدبي، وهنا لابد من التدخل في النص دون الإساءة له، لأن النص لاشك هو العمود الفقري والحامل الأساس لنجاح أي عمل سواء كان للكبار أو للصغار واليافعين، رغم أن الكثير من النصوص قد تحمل أفكاراً جميلة لكنها لا تصلح للعرض.
ويقول: بدوري أميل إلى الواقعية في سرد الحكاية، لجذب اهتمام الطفل وتقديم رسالة العمل في تكريس قيم الخير والحب والصدق والأمانة، بشكل مبسط، ولكن بعيد عن السطحية، وباستخدام اللغة العربية الفصحى، وأعتبر نفسي من المدافعين عنها في الأعمال المسرحية.
– العين التي ترصد..
ورغم رحلته الطويلة في عالم التمثيل، يرى جمال نصار متعته في الإخراج، ويؤكد أن الإخراج عمل ممتع وله عالمه الخاص وأدواته، فهو العين التي ترصد تفاصيل العمل على الخشبة وحركة الممثل دون تدخل مباشر وبشكل حيادي، ويترك مساحة للممثل في التحرك على الخشبة والتعبير عن نفسه كممثل له رؤيته.
وأجمل ما في المسرح هو تفاعل الجمهور المباشر مع العمل، فالمخرج والممثل يحصد نتائج عمله من الجمهور مباشرة، فهو من يقيِّم العمل بحيادية وموضوعية.
وجدير ذكره أن العمل المسرحي” دكان التحف” من تمثيل علي القاسم، عابد زينو، هزار سليمان، نهاد عاصي، والتأليف الموسيقي لأيمن زيدان، غناء نسرين مسلماني، عثمان أبو حمزة، والعمل إهداء إلى روحي المبدعين مأمون زرقان الفرخ، وفاروق الجمعات.