شهد شهر تموز في سنوات مختلفة ومتباعدة رحيل بعض كبار عباقرة الطرب والنغم، وفي مقدمتهم المطربة الكبيرة أسمهان شقيقة وتوءم روح الموسيقار العالمي فريد الأطرش، والتي رحلت في ظروف مأساوية وغامضة، بتاريخ 14 /7/ 1944 هي التي أمتلكت صوتاً نادراً غني بمساحاته ومقاماته، ولقد أحدث فريد الأطرش ارتجاجاً في الموازين الفنية، التي كانت سائدة في مطلع الأربعينات، عندما لحن لها جميع أغاني فيلمهما المشترك “انتصار الشباب” .
كان التحدي صعباً للغاية ومع ذلك أصر فريد أن يلحن لأخته جميع الأغاني، التي غنتها منفردة أو بمشاركته في الفيلم، وهذا يعني أنه ساهم في اطلاقها ، وأصبح في موقع منافسة كبار الملحنين والمطربين ، وأحدث مع أسمهان بعض ملامح التحول الكبير في العصر الذهبي، وهو في مطلع شبابه، والمفارقة المحزنة أن البعض يبجلون أسمهان، ويتجاهلون شقيقها فريد، الذي أطلقها وقدم لها أروع الألحان الخالدة، بدليل أن أسمه كملحن يسبق اسمي محمد القصبجي ورياض السنباطي في مقدمة فيلمها الثاني والأخير ” غرام وأنتقام” 1944 .
كما مرت في 1/7/ ذكرى رحيل الموسيقار الكبير محمد الموجي (1923 ـ 1995) وهو أحد أهم الملحنين الذين عرفهم الغناء العربي في القرن العشرين، ولقد لقب بصانع أو مكتشف النجوم، حيث كانت ألحانه وراء شهرة بعض كبار المطربين والمطربات في بداياتهم ( عبد الحليم حافظ ـ صافيني مرة ) و ( فايزة أحمد ـ أنا قلبي إليك ميال .. ) ، كما ساهم في اكتشاف العديد من المطربين والمطربات، منهم : محرم فؤاد ومها صبري وعادل مأمون وماهر العطار وهاني شاكر وغيرهم . ولقد تعاون معه كبار المطربات والمطربين وفي مقدمتهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ .
وكان رحيل الموسيقار كمال الطويل في 9 /7/ 2003 وهو من كبار الموسيقيين، وله ألحان وطنية وعاطفية شهيرة بأصوات كبار المطربات والمطربين ( أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وليلى مراد ونجاة ووردة وصباح ومحمد قنديل وشادية وعفاف راضي وغيرهم .. وفي 9/7/1998 رحلت المطربة اللبنانية الكبيرة نور الهدى واسمها الحقيقي الكسندرا بدران، ولقد غنت ولعبت أدوار البطولة إلى جانب فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ، ونافست كبار المطربات في القاهرة بعصر الغناء الذهبي.
