الثورة- تقرير لجين الكنج
مع تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، لا حديث بين الأوروبيين في الوقت الراهن سوى عن تداعيات نقص الغاز، حيث ارتفاع تكاليف التدفئة أدت إلى زيادة الإيجارات السكنية، وقد سبق وأعلنت إحدى شركات الإسكان في العاصمة الألمانية برلين عن زيادة بنسبة مئة في المئة في أسعار التدفئة بالنسبة للشقق التي يتم تدفئتها بالغاز أو الزيت.
وفي السياق ذاته قال رئيس الشبكة الفيدرالية الألمانية كلاوس مولر، إن كميات الغاز الموجودة حاليا في الخزانات في ألمانيا، لا تكفي لكي تتمكن البلاد من قضاء الشتاء بدون إمدادات الغاز من روسيا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن مولر قوله في حديث لصحيفة Bild am Sonntag: أن “مستودعات التخزين ممتلئة بنسبة 65% وهو رقم أفضل من مؤشر الأسبوع الماضي، لكنه لا يكفي لكي نقضي الشتاء المقبل بدون الغاز الروسي. وسيعتمد الكثير الآن على ما إذا كان الغاز سيمر عبر خط السيل الشمالي وبأي كمية بعد انتهاء فترة الصيانة”.
ويرى مولر، أن أسعار الغاز ربما وصلت الآن إلى مرحلة الثبات. وأوضح مولر أنه “لم يكن هناك ارتفاع كبير في الأسعار هذا الأسبوع، على الرغم من وقف الضخ عبر “السيل الشمالي”.
وأشار إلى أنه يجب على بلاده إبداء التضامن في مجال الغاز مع الدول الأخرى المجاورة وعدم إلحاق الضرر بها في هذا المجال.
وفي النرويج قال وزير النفط والطاقة النرويجي تيري أوسلاند، إنه إذا لم يتم تشغيل خط نقل الغاز “السيل الشمالي”، بعد الفحص المخطط له، فستكون لذلك عواقب وخيمة على أسعار الكهرباء في النرويج.
وحذر الوزير النرويجي وفق وكالة نوفوستي، من أن أسعار الطاقة الكهربائية قد ترتفع عند ذلك بشكل كبير جدا.
وأضاف الوزير النرويجي: “إذا لم تتم إعادة تشغيل خط الغاز المذكور، الذي يتم من خلاله نقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، فسيظهر المزيد من المشاكل. ومن المرجح أن تحلق الأسعار حتى السماء”.
يشار إلى أن خط نقل الغاز المذكور، يخضع للصيانة حسب الخطة، والتي ستستمر حتى 21 تموز، وبسبب ذلك توقفت عمليات توريد الغاز الروسي عبره إلى ألمانيا.
وأعربت بعض البلدان من بينها ألمانيا والنمسا عن قلقها من أنه قد لا يتم استئناف عمليات التوريد حتى بعد الانتهاء من أعمال الفحص والصيانة.
وكانت صحيفة لوموند قد ذكرت في وقت سابق أن الإنتاج الصناعي بفرنسا مهدد بالتوقف بسبب ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء.مشيرة إلى أن ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسيين أعربوا عن قلقهم بهذا الشأن.
كذلك ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن مالكي الناقلات في أوروبا يشحنون أكبر قدر ممكن من النفط الروسي قبل فرض الحظر في كانون الأول المقبل. وقالت الصحيفة في تقرير لها أنه في ظل الزيادة الحادة في إمدادات الوقود من روسيا إلى الدول الآسيوية، سارعت الناقلات الأوروبية أيضا في تحميل الناقلات بالنفط الروسي وذلك قبل فرض حظر على شراء النفط من روسيا.

التالي