الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
من البدهي القول إن الإعلام لم يعد ناقلاً للخبر وليس صورة أو مقالاً أو تقريراً وكفى ..ولم يعد القول إنه السلطة الرابعة هذا كله كان قبل أن يصبح الإعلام علما يجمع العلوم كلها تقنية واجتماعية ونفسية
وسياسية يأخذ من العلوم كافة ليصوغ رسالته وبالتالي هذا يعني أنه صار صانعاً ومحركاً للأحداث ولم يعد مجرد لاحقٍ بها ..
وحروب اليوم في الكثير منها إعلامية قصف فكري وسياسي قبل أن يكون دوي قنابل وبالتالي هذا حتم وجود مراكز دراسات ذات شأن عال تعمل في البحث الإعلامي..
وفرض على العاملين في الإعلام المتابعة الدؤوبة في كل شيء ولكل شيء..
ببساطة الإعلام الناجح يعني سلاحاً متميزاً ودقيقاً ..
ونحن في خضم المعركة الإعلامية والثقافية والعسكرية والاجتماعية قد حققنا في سورية انتصارات مهمة جداً نحتاج أن نحافظ عليها ثقافياً وإعلامياً واجتماعياً وهذا يتطلب منا أن نولي الإعلام الكثير من الاهتمام تدريباً ومتابعة وتحفيزاً ..
صحيح أن الكثير من الجهود تبذل ولكننا نحتاج المزيد من استقطاب الكفاءات والمحافظة عليها وربما نجدها مناسبة لأن ندعو وزارتنا لإطلاق مجموعة جوائز إعلامية تمنح كل عام وفق شروط ومعايير مهنية واضحة لا لبس فيها.
جوائز كما جوائز وزارة الثقافة التشجيعية التقديرية
ولا تقف عند لون من ألوان الإعلام بل تشمل الأنواع كافة ..مثل هذا الجوائز تضاف إلى ما خطته بعض المؤسسات الإعلامية من تكريم لائق ومهم يترسخ ويأخذ الديمومة والاستمرارية كما فعلت مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر
ويضاف إلى الجوائز الاهتمام بالدراسات الإعلامية فهل يعقل ألا يصدر خلال عقود من الزمن اكثر من عشرة عناوين في الدراسات الإعلامية في سورية..؟!
ولماذا لا يكون في كل مؤسسة إعلامية نواة مركز للبحث والدراسات ..لابد من جمع الطاقات وتنميتها وهذا يعني المزيد من الحوافز المعنوية والمادية فلا إعلام ولا ثقافة بلا إنفاق عليهما ..لا نطلب مال قارون ولكن على الأقل ربع ما يصرف على بعض….
العدد 1103- 19-7-2022