الثورة – حماة – سرحان الموعي:
نحو 22 ألف دونم المساحة المزروعة بالشوندر في مجال زراعتي حماة والغاب، ويمكن القول إن التوجه لزراعة الشوندر كان بمثابة كلمة الحق التي أريد بها باطل، نظراً للخسائر التي لحقت بالمزارعين، فمعظمهم يقول إن الجهات المعنية وصلتهم لنصف البئر وقطعت الحبل بهم، فمستلزمات الإنتاج وتكاليفه باهظة الثمن.
المزارع ابراهيم بيَّن أن تكلفة قلع ونقل (تريلة) الشوندر ٥٠٠ ألف ليرة عدا عن التكاليف السابقة، أما المزارع صالح فيقول إن خسائره كبيرة وفادحة لأن الإنتاج لم يكن كما يجب، واضطر إلى بيع قسم من إنتاجه إلى مربي الثروة الحيوانية بأسعار زهيدة ليوفر على نفسه قلع المحصول ونقله.
وبالرغم من ذلك يشهد معمل سكر تل سلحب اقبالاً كبيراً من مزارعي منطقتي الغاب وحماة على تسليم محصول الشوندر السكري لأن التأخير بالتسليم كما يقولون سيعرضهم لخسائر كبيرة، حيث بلغ إجمالي الكميات الموردة حتى تاريخ اليوم الثلاثاء نحو 8500 طن.
وأشار العديد من المزارعين إلى الإجراءات المتخذة من قبل الشركة لتوريد المحصول وفق بطاقات توريد يتم الحصول عليها من قبل الوحدات الإرشادية، وذلك لتخفيف العبء عن المزارعين وتسليم المحصول بشكل مباشر ودون أي تأخير.
وقال المزارع أحمد محمد حسن إن إعادة تشغيل معمل سكر سلحب من شأنه إنعاش منطقة الغاب من مختلف النواحي، داعياً وزارة الزراعة في المواسم المقبلة إلى تأمين بذار شوندر محسن لضمان نجاح زراعة المحصول الذي من المتوقع أن يعود بالنفع ليس على المزارعين فحسب بل على مربي الثروة الحيوانية لتأمين مادة التفل التي تستخدم كعلف يتمتع بقيمة غذائية عالية.
المزارع سليمان علي أكد أن السعر الجديد لايتناسب مع ارتفاع التكاليف ولاسيما الأسمدة والمحروقات والمبيدات والأيدي العاملة والنقل وغيرها، إضافة إلى أن الدورة الإنتاجية طويلة نسبياً للمحصول والتي تمتد نحو 8 أشهر.
مدير المؤسسة العامة للصناعات الغذائية ومدير شركة سكر تل سلحب المهندس إبراهيم نصرة بيَّن أن عمليات توريد محصول الشوندر السكري تتواصل من قبل المزارعين وبمعدل يتراوح مابين 3 آلاف و3500 طن يومياً، منوهاً بان متوسط درجة حلاوة 3,12 بالمئة، ومتوسط الإجرام 8،11 بالمئة، لافتاً إلى أهمية الإقلاع في المعمل بعد توقفه 8 سنوات وبطاقة إنتاجية تبلغ نحو 3500 طن باليوم، مؤكداً أنه للتعويض عن نقص اليد العاملة على مختلف خطوط الإنتاج تم الاستعانة بعمال الشركة من المحالين إلى التقاعد وذوي الخبرة الفنية الكبيرة، وعودة القسم الأكبر منهم للعمل حيث تمت المباشرة بعمليات التصنيع لتشمل 5500 طن من مجمل الكميات المستلمة.
وأشار إلى أعمال الصيانة والتأهيل التي نفذها فنيو وعاملو المعمل وشملت أقسام الروافع والغسيل والفرن الكلسي والمراجل البخارية البالغ عددها 4 مراجل بطاقة إنتاجية تبلغ 30 طناً، فضلاً عن أقسام السكاكين والكربنة والتكليس والمصافي والمباخر والعنفات البخارية، موضحاً أن الهدف من هذه الأعمال المحافظة على طاقة التشغيلية التصميمية لمعمل الشركة، ورفع هذه القدرة إلى قدرات إنتاجية أعلى.
وأكد رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين المهندس فراس محمود الأسعد أن المساحة المزروعة في مجال زراعة حماة حوالى 34.6 هكتارات، والإنتاج المتوقع تسويقه حوالى 17000طن، وفي مجال الغاب تبلغ حوالى 1800هكتار والإنتاج المتوقع حوالى 91000 طن بمعدل 50 طناً / هكتار، منوهاً بأهمية إعادة الإقلاع بمعمل سكر سلحب كخطوة أولى لدعم التصنيع الزراعي بالاعتماد على الكوادر الوطنية التي تثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة وبالإمكانيات المتوفرة بالرغم من ظروف الحصار والحرب الإرهابية على سورية.
