الثورة _ فاتن أحمد دعبول:
استقبل مجمع اللغة العربية بدمشق، الأستاذ الدكتور عماد صابوني عضوا عاملا ليسهم في أعماله في ضوء خبراته المتميزة، وكفاياته المتعددة، إن في مجال اختصاصه العلمي أو في مجال لغته العربية، بحسب الدكتور محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية.
نقلة نوعية
وأضاف رئيس المجمع أن صابوني كان عضوا مراسلا عام 2000 نظرا إلى كفايته بالعربية في مجال اختصاصه التقاني ومشاركته في وضع معجم مصطلحات المعلوماتية وعضويته في اللجنة الخاصة باستخدام اللغة العربية في تقانة المعلومات بالمكتب العربي للتقييس في المغرب.
درس صابوني الإجازة والدكتوراه في فرنسا وحصل في العام 1987 على الإجازة من المدرسة الوطنية العليا للاتصالات والدكتوراه في الالكترونيات عام
1992، واختيار المجمع له عضوا عاملا ليأمل أن تكون ثمة نقلة نوعية في رحابه، بغية الإسهام في التوجه نحو مجتمع المعرفة، وبث الوعي بأهمية المحتوى الرقمي وإغنائه والإتاحة الرقمية للكتب، والأعمال الموسوعية والدوريات وغيرها..
وأشار بدوره إلى ضعف نسبة المحتوى الرقمي في الشابكة، وأن ثمة هوة بين ثراء المحتوى في الأجنبية، وفقر هذا المحتوى في العربية، ويرجع بعض أسباب هذا الضعف إلى أن العرب ما زالوا حديثي التداول بلغتهم عبر الأثير، إضافة إلى عقوق أبناء الأمة للغتهم، إذ إنهم استبدلوا بها اللغة الأجنبية في جامعاتهم، مناهج وتدريسا واجتماعات، حتى غدا المحتوى الجيد لإنتاج العرب يدون بغير لغتهم، ولا يبقى للعربية إلا القليل.
وتطرق بدوره إلى أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الفرانكوآراب على أقلام جيل جديد لا يحسن العربية ولا الإنكليزية، لكنه يبدع في استخدام هذه اللغة ويكتبها تلقائيا وبسرعة.
يتمتع بثقافة واسعة
وقدم الدكتور مروان البواب عضو المجمع بعضا من سيرة د. صابوني وأهم ما برع به من دراسات ومواقع كان جديرا بها، يقول:
كان صابوني في مناقشاته يبين عن ثقافة علمية واسعة، وذاكرة قوية حافظة، يزينه تواضع جم إعظاما لعلمه وخلقه، ويتمتع بفهم عميق لدلالات المصطلحات الأجنبية، واطلاع واسع على استعمالاتها، وتمكن فريد من ناصية الإنكليزية والفرنسية، ومعرفة عميقة بمعاني مفردات العربية.
عمل باحثا في مركز الدراسات والبحوث العلمية، ودرّس عددا من المواد في المعهد العالي في اختصاصات الهندسة المختلفة وفي الدراسات العليا للتأهل والتخصص، كما شارك الدكتور الصابوني بين عامي 2003_ 2005 في أعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات وأسهم في صياغة موقف الدول العربية من تطور الانترنت.
وعين وزيرا للاتصالات والتقانة في العام 200، أشرف خلالها على إعادة تنظيم قطاع الاتصالات وتقانة المعلومات، وكما عين رئيسا لهيئة التخطيط الدولي،
والعديد من المناصب، هذا إلى جانب أنه ألف وترجم وراجع العديد من المقالات العلمية، نشرت في مؤتمرا ومجلات سورية وعربية، منها مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجلة جامعة دمشق ومجلة الثقافة المعلوماتية.
سياسة لغوية شاملة
وتحدث د. عماد الصابوني عن سلفه د. عبدالله واثق شهيد المربي والعالم والمجمعي، صاحب الرؤى الاستشراقية الثاقبة على امتداد سنين طويلة في مجالات عديدة متشعبة، إضافة إلى المناصب التي تبوأها والإنجازات العلمية التي حققها وحبه للغة العربية وشغفه الدائم بتاريخ العلوم العربية والإسلامية واهتمامه بالمصطلح العلمي وتعريبه، ومشاركته في وضع النظام الداخلي للمجمع ومسيرته الإدارية والتنظيمية فيه.
وعرض في ختام كلمته بعض الأفكار عن النهوض باللغة العربية في مجتمع المعرفة، وتجاوز التحديات التي تواجه لغتنا كي تبقى لغة حية ووسيلة تخاطب فاعلة في مجتمع المعرفة الجديد، ومن هذه التحديات ما يتعلق بالتقانة وأدواتها، وضرورة رسم سياسة شاملة لغوية للتمكين للغة العربية وطنيا وعالميا على النحو الذي يتيح لها التحول إلى وسيلة تواصل عالمية .
ويخلص بدوره إلى القول: إن تضافر جهود اللغويين، كفيل بجعل اللغة العربية لغة حديثة يمكن بواسطتها العودة إلى إنتاج العلم والمعرفة.
