المحتوى المهم الذي قدمته ندوة “واقع الكتاب السوري” أغنى الندوة، التي تميزت بأمرين الأول الحلول، والثاني اقتراحات لتفعيل الحضور المعرفي للكتاب السوري، رغم كل الإشكاليات التي يعاني منها.
إن أهمية الندوة التي شارك فيها كل الأطراف المعنية بصناعة الكتاب من رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني، إلى مدير هيئة الكتاب الدكتور نايف الياسين، إضافة إلى رئيس اتحاد الناشرين هيثم الحافظ…
المعنيين الثلاثة قدموا طروحات مهمة حرضت على نقاش غني، أعطى للندوة حيويتها اللافتة، وأطفأ ظمأ الحضور الذي تكبد عناء الحضور والمشاركة في جو حار للغاية…
إذا نظرنا للندوة من بعد آخر مع إدراكنا أننا بالكاد ننتشل ذاتنا من حرب طويلة، ألا نحتاج الى تغيير آلية تقديم الندوات بعيداً عن اعتيادية حافظنا عليها منذ زمن طويل، نفقد عبرها الكثير مما يمكن للندوات والأنشطة الثقافية أن تقدمه من متعة وفائدة.
بالطبع هذا الاقتراح لا نخص فيه هذه الندوة فقط، بل يمكن أن يندرج ليطال مختلف ندواتنا وأنشطتنا، ألا تبدو شاشة تتوسط القاعة تعرض مداخلات المشاركين بمنهجية، نقلة مهمة تضيف للحضور جاذبية خاصة في حال دعمت بمحتوى مهم، وبمشاهد مرئية، الأمر الذي يجعل من ندواتنا متميزة شكلاً ومضموناً، هو مجرد اقتراح على سبيل المثال لا الحصر…مجرد دعوة لتحديث آلية التعاطي مع ندواتنا التي أكثر ما يهمنا استمراريتها بطرق جذابة تجذب المزيد من الناس التواقين للمعرفة.
أؤمن أن التحديث الذي طال “فرع اتحاد دمشق للكتاب” الشكلي بحيث أننا طوال الوقت نشم رائحة الدهان والأثاث الجديد …ربما سيرافقه قريباً تجديد ثقافي مدعم بمحتوى رقمي ومرئي يضاف للندوات ويثريها، ويحافظ على مرتادي مقر الفرع المخلصين، والذي من الواضح أنهم اعتادوا ارتياد الأنشطة الثقافية التي تقام في المكان المتربع وسط البلد في موقع حيوي، تصر إدارته على إنتاج أبعاد ثقافية تعيد ألقنا الثقافي المفتقد.