في ذكرى معركة ميسلون.. شعلة المقاومة لن تنطفئ

الثورة- عبد الحليم سعود:
تصادف هذه الأيام الذكرى الثانية بعد المائة لمعركة الشرف والبطولة والتضحية والاستشهاد التي قادها واستشهد فيها وزير الحربية السوري البطل يوسف العظمة إلى جانب المئات من رفاقه الأبطال الذي لبوا نداءه لمواجهة قوات الاحتلال الفرنسية الغازية بقيادة الجنرال الفرنسي المتغطرس غورو على روابي ميسلون، حيث أبى هؤلاء الأبطال أن يكتب التاريخ أن محتلا وطأ بلادهم دون أن يقدموا دماءهم الزكية على مذبح الوطن، مجسدين عشقهم الحقيقي للحرية ولتراب وطنهم المجبول بدماء الشهداء على مر التاريخ.
لقد كانت معركة ميسلون التي جرت في الرابع والعشرين من شهر تموز عام 1920 فاتحة عصر المقاومة في سورية ضد المستعمر الفرنسي الغاصب، حيث لم تكد تغرب شمس ذلك اليوم الأغر حتى انطلقت الثورات في عموم سورية ضد جحافل الغزاة، لا بل إن رفاق الشيخ البطل صالح العلي كانوا في تلك المرحلة يكتبون أروع صفحات البطولة في مواجهة الغازي المحتل الذي حاول فرض سيطرته على الساحل السوري قبل نحو عامين من معركة ميسلون.
لقد كتب القائد البطل يوسف العظمة ورفاقهم أسماءهم بأحرف من نور عندما خاضوا معركة يدركون أنها خاسرة في الميزان العسكري، لكنها كانت رابحة بكل المقاييس في الميزان الأخلاقي والإنساني والوطني، حيث يذكر التاريخ للشهيد العظمة قوله عند بدء المعركة: “لن ننسحب ولو متنا عن آخرنا، ومرّوا على أجسادنا، فنحن لا نحب أن نراهم يدوسون تراب الوطن، وإن كنّا نعرف أن قواتنا أقلّ من جيشهم بكثير، ولكن إيماننا بأنفسنا أقوى”.. وهذا ما كان له أثر بالغ في نفوس رفاقه الشجعان ليرتقوا واحدا تلو الآخر شهداء أعزاء فداء لتراب الوطن، ليكونوا حماة الأرض والعرض والنبراس الذي استضاء بها أبناء جيشنا البطل وقواتنا المسلحة الباسلة في كل المناسبات منذ تأسيس الجيش العربي السوري في العام 1945 حتى اليوم، ولا شك أن معركة ميسلون وما جرى فيها من بطولات وتضحيات وشجاعة وإقدام على الموت قد رسخت عند أبناء سورية وأجيالها التالية معادلات وطنية مهمة في العطاء والصمود والدفاع عن شرف الوطن وعزته، وعززت لديهم قوة الإيمان بالنفس والوطن مهما كانت التحديات.
لقد أثبتت التطورات والأحداث ما بعد معركة ميسلون أن جذوة المقاومة عند السوريين لم تنطفئ يوما، حيث انفجرت الثورات في عموم سورية ضد المستعمر الفرنسي الغاشم وتمكنت في نحو 25 عاما من إجلائه وطرده عن أرض الوطن، ما يعني أن روح ميسلون متجذرة في نفوس السوريين، ففي كل معركة خاضها أبناء الجيش العربي السوري قدموا أرواحهم ودماءهم ولم يكن هناك أي حساب لفارق القدرات العسكرية أو نوعية الأسلحة ونوع العدو، وكانت حرب تشرين التحريرية المجيدة التجسيد الأعظم لقيم ميسلون، حيث ألحق أبطالنا البواسل الهزيمة بالعدو الصهيوني وأسطورة جيشه “الذي لا يقهر” رغم كل الدعم الذي كان يتلقاه من الولايات المتحدة الأميركية وبقية الدول الاستعمارية الغربية بمن فيهم فرنسا صاحبة الماضي الأسود.
وخلال الحرب الإرهابية التي شنت على سورية منذ العام 2011 حتى اليوم أثبت شعبنا الأبي وأبناء قواتنا المسلحة أنهم الأوفياء لقيم ميسلون وقيم أبطالها الشجعان، حيث واجهوا ما لا طاقة لدول عظمى أن تواجهه، مقدمين مئات آلاف الشهداء والجرحى في سبيل حماية الوطن وصون كرامته وعزته، وقد تسابق القادة كما الجنود على تقديم أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية، دون أن يعيروا أية أهمية لفارق الإمكانات العسكرية أو يحسبوا أية حساب للدول الكبرى التي كانت شريكة للإرهابيين في هذه الحرب الشرسة، لتتكرر ملحمة ميسلون الخالدة عشرات المرات على أرض سورية الغالية، من الشهباء حلب إلى حمص وباديتها إلى دير الزور وريفها وصولا إلى دمشق وغوطتيها وليس انتهاء بدرعا، حيث كان النصر أو الشهادة شعارهم الدائم لصون وطنهم والحفاظ عليه حرا منيعاً، ورغم أن الحرب لم تنته بعد ولكن ما دام أحفاد يوسف العظمة ورفاقه يحملون شعلة المقاومة والحرية فلن يهزم وطن الأبجدية والشمس.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار