أبى رأس النظام التركي إلا أن يعبّر عن التزامه الكاذب بمسار آستنة للحل السياسي في سورية عبر مرتزقته الإرهابيين مستهدفاً كنيسة في مدينة السقيلبية، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى في رسالة حقد جديدة من رسائل الطاغية التركي الحالم باستعادة بعض (أمجاد) أجداده المقبورين من سلاطين آل عثمان.
اللافت أن رسالة الإرهاب الاردوغاني أتت بعد أيام قليلة من لقاء القمة الثلاثي الذي عقده أردوغان مع نظيريه الروسي والإيراني في طهران حيث صدر بيان عن القمة يؤكد على محاربة الإرهاب واحترام وحدة وسلامة الأراضي السورية ،وهوما يعني أن أردوغان يخادع نظيريه ويحاول التملص مما وقع عليه بعد أن رفض الرئيسان بوتين ورئيسي العملية العسكرية العدوانية التي كانت أنقرة تنوي القيام بها في الشمال السوري.
استهداف كنيسة آنا صوفيا في السقيلبية رسالة تركية مبطنة للرئيس بوتين شخصياً، تؤكد خلفية أردوغان المتطرفة والتي تجلّت بتحويل كنيسة آنا صوفيا الشهيرة في استنبول إلى مسجد إرضاء لطموحاته الاخوانية التي تدغدغ في مكان ما مشاعر الإسلامويين الداعمين له في الداخل التركي، وكراهيته لأبناء الطوائف الأخرى.
رسائل الإرهاب التي يرسلها أردوغان من حين لآخر عبر مرتزقته تؤكد عدم احترامه لموقع الضامن الذي يمثله، وأنه لا يزال ينفذ أجنداته المتطرفة الخاصة به إلى جانب كونه شرطياً مأجوراً متقدماً لحلف الناتو في المنطقة يرهن مستقبلها لأجندات خارجية عدوانية.
ما يقوم به أردوغان ومرتزقته في سورية يتقاطع مع النهج العدواني للكيان الصهيوني ويستكمله، كونه يتزامن معه ويشترك معه في نفس الأهداف، وهو ما يحتم على شريكي آستنة الروسي والايراني البحث عن آلية جديدة تحجم وتكبح نيات أردوغان وتوقفه عند حدّه وتضع حداً لمغامراته، لأن مايفعله خطير ولا يمكن السكوت عليه، وقد تكرر في العراق وفي غير مكان وهو ما يبرهن أن الدور التركي في المنطقة تخريبي وهدام ويساهم في خلق المشكلات والفوضى أكثر من إنتاج الحلول وبسط الأمن والسلام.