يكتسب الطفل مهارات الحياة من خلال سلسلة مترابطة مابين الأسرة والروضة والمدرسة وقيم وعادات المجتمع ..
ولعلّ الطفولة المبكرة في بلدنا لاشك أنها كانت ومازالت تحت مجهر عين الرعاية والإشراف والإبداع بامتياز ،حيث تبذل وزارة التربية من خلال المركز الاقليمي لتنمية الطفولة المبكرة جهوداً عالية الدقة وبالغة الأهمية انطلاقاً من حساسية هذه المرحلة وضرورة بلورتها بشكّل مناسب، مايفسح المجال أمام الأفق المعنوي والمادي لتكوين الشخصية الايجابية لطفولة واعدة .
فالمركز الاقليمي الذي يعد من المراكز المهمة على مستوى الوطن العربي يمكن وصفه بخلية النحل حيث يسعى كادره الخبير والمميز من مدرسات ومعلمات ومربيات ومشرفات من مختلف الاختصاصات على جني بذور المعرفة وتوظيف القدرات الواعدة في الطفولة لنقطف ثمارها نضجاً ووعياً وسلوكاً.
فلا يكاد يخلو شهرا دون أن يكون هناك نشاط تربوي، اجتماعي، أونفسي، لتغدو الحقيبة التربوية مليئة بمئات العناوين التي تلامس روح كلّ طفل وطفلة ورضا يتمتع به المحيط الاجتماعي.
واذا مانظرنا إلى موضوع المهارات الحياتية نرى أنّ المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة كان سباقاً لإدخال المهارات الحياتية ضمن مرحلة رياض الأطفال من خلال توجهه لبناء حقيبة تدريبية عن المهارات الحياتية لهذه المرحلة لتكون مرجعية في إعداد مدرب مهارات حياتية لتلك الشريحة التي تخضع لاعتبارات وقياسات حساسة جداً.
لذا يتطلب من المدربات لاسيما في رياض الأطفال درجة عالية من الذكاء والخبّرة والمرونة بغية إيصال وتوضيح مفاهيم مختلفة بشكل مبسط ، كمفهوم إدارةالذات ، والتواصل ، والتعاطف والتعاون والمشاركة، وحلّ المشكلات،واحترام التنوع، والتفكير النقدي والإبداع، كلّ ذلك بهدف التعلم وتعزيز روح المواطنة الفعّالة وتوظيف جوهر الانتماء بما يليق ببناء الوطن والإنسان.