كنا نتحدث منذ أن أصبحت آلية تعبئة البنزين المدعوم عبر الرسائل بضرورة اعتماد نفس الآلية بالنسبة للبنزين الحرالمباشر الذي كان يعاني أزمة خانقة في سبيل الحصول عليه وخاصة في الأعياد والعطل وغيرها، حيث يضطر أصحاب السيارات لركن سياراتهم قبل بيوم أو أكثر كي يحصلوا على ال 20 ليتراً.
الآن وقد أصبحت الآلية الجديدة بموجب الرسائل النصية ومعها المازوت المخصص لوسائل النقل (السرافيس) فإن الأمر سيختلف بالتأكيد، وبالتالي من المفروض ألا نرى الأعداد الكثيرة والازدحام الشديد أمام محطات الوقود المخصصة له، وهذا يتطلب زيادة في أعداد المحطات وتوزيع الكميات ضمن ضوابط ومعايير محددة وألا يكون التطبيق الجديد على حساب المواطن من حيث نقص الكمية أو زيادة في الأيام التي تستلزمها وانتهاء ظاهرة الازدحام والفوضى والإشكالات التي كانت تسببها .
إن اعتماد الآلية الجديدة في توزيع مادتي البنزين والمازوت الحر المباشر وفق نظام الرسائل النصية القصيرة خطوة جيدة وضرورية وتستحق المتابعة ولفت الانتباه ولو جاءت متأخرة، ربما هناك أسباب موجبة موضوعية لتأخيرها، وربما هناك خلل إداري أو إجرائي وحسابات خاطئة تعود في أغاب الأحيان لسوء إدارة، ومهما قدّمت الجهات المعنية مسوغات التبرير وقد تكون محقّة في بعضها، لكنّها تركت الباب واسعاً للقيل والقال، ولم توضح الأسباب بشكّل مباشر ولا سيما أن تجربة رسائل البنزين المدعوم سبقتها وحققت ارتياحاً عاماً لدى الناس ولو تأخر موعدها المحدد أو ازداد تبعاً لتوافر المادة، والسؤال الكبير الذي كان يطرحه الجميع: لماذا لا تطبق نفس الآلية في توزيع الغاز التي عالجت الإشكالات والفوضى والازدحام الخانق وتداعياتها ولم يعد هناك من منغصات إلا في تأخير الرسائل، حيث وصلت في أدوار الغاز إلى حوالي أربعة أشهر وهذا كثير جداً.
إن الآلية الجديدة في توزيع مادتي البنزين والمازوت المباشر هي نفسها تماماً المعتمدة في المدعوم وستوزع تبعاً لأقدمية التسجيل وذات الإجراءات والخطوات في حال انتهاء مدة الصلاحية وإعادة الطلب أو تغيير المحطة مع فارق أن الكمية المخصصة من البنزين 80 ليتراً شهرياً بسعر 3500 ل.س و60 ليتراً من المازوت بسعر 2500 ليرة .
الآن وقد تم اعتماد الآلية الجديدة فإننا ننتظر نتائج تطبيقها وتداعياتها الإيجابية وهي بالتأكيد تحتاج لبعض الوقت ولاسيما أن بدء التنفيذ كموعد محدد نظرياً هو بالأمس.