الملحق الثقافي- أحمد علي هلال:
ما معنى أن تأتي لدمشق في هذه اللحظة وفود عربية من اتحادات وروابط وجمعيات الكتاب العرب، بألوان طيفهم الإبداعي وتحت عنوان كبير هو (أدباء من أجل العروبة) ليتداولوا دور الأدب المقاوم في الحفاظ على الهوية العربية، كما الدولة الوطنية وتحديات الإرهاب، وانتقالاً لمهرجان للشعر العربي، هي معطيات قمة لكنها قمة ثقافية بامتياز لحراس الذاكرة الثقافية وسدنتها من المثقفين العرب، وهي القمة الأبقى من سواها من قمم عربية منقوصة وحائرة، إذ إن المثقف العربي يتقدم الدور الآن ويأتي ليبارك انتصار سورية بالكلمة طلقة الوعي وبالموقف بيان الوجدان العربي، دمشق واسطة العقد في أفعال الثقافة والحياة، هي أكثر من ترجمة لأفعال العشق في زمن مختلف تتغير فيه الخرائط، لكن خريطة المعنى هي في قلب دمشق الناهضة من الرماد، هي النسغ الحي في شجرة الأمة التي تتقاذفها الرياح، أتوا ليباركوا للجذور امتدادها وتجذرها ولتكون الرسالة الكلمة نشيد البقاء.. نشيد الحياة ابداعاً وفكراً وحوارات تحرر المعنى في ثقافة عربية واحدة موحدة تعيد البهاء للأرواح المتعبة.
ففي دمشق راية ونشيد وأرواح عالية ، وحروف يتلوها الأشقاء لتلون أثير الحكايات الدمشقية بقصة عشق عربية، ستأتي محكياتها في القادم من الذاكرة، وكيف أصبحت اللحظة محراب صلوات الأرواح والقلوب واللغة، هي ذاكرة للمستقبل ستعني بناة الأرواح -المثقفون- المؤتمنون على الوعي بناءً واجتراحاً، لتقول دمشق أهلاً وإني لأبسط يدي مضمخة بما يكفي من الياسمين، لتبوحوا بنبض عواصمكم، والأدل نبض الحقيقة كيف تلهج بها الألسن وترتلها القلوب، وإن كان شعراً أو قصيداً فشرفات دمشق تتلقف عطر الكلام لتُبنى الأرواح من جديد، وإذا كان فكراً سيستمر البناء، فالمثقفون في الميدان جنود الكلمة ومتراسها في المواجهة، وفي البدء كان المثقف مسؤولاً… هنا المعنى حينما يشكله وجدان الأدباء، ليصبح منمنمات دمشقية طليقة حدَّ السماء، هي المقاومة إذن وكيف يشتق لها عمال الكلمة وحارسوها أبجدية متجددة تقرأ النصر في ملكوت مجازه، وتستشرفه أقنوماً يليق بالأحياء/ الأحياء في وطن أبقى هو حديث الشمس كل صباح، حسناً يأتي الكتّاب والمثقفون والأدباء العرب إلى دمشق بنخبهم، يأتون إلى غد سورية.
العدد 1105 – 2 – 8-2022