الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
لماذا يضعها البعض في ركن الاحتمالات…؟
أليست ضرورة، أن ندرك أسمى القيم الجمالية…؟
هل يبدو رأينا ونحن نقترب من الحياة بمفهومها القيمي، عبثياً…؟
كوننا نخرج من حرب كارثية…
حرب بالتأكيد اقتربت من الحالة القيمية بمفهومها الأوسع والأشمل، وجعلتها تنزاح بحكم التغير المجتمعي، والفكري، والأخلاقي …. الذي طال مختلف البنى المعمارية والبشرية، باعتبار التزاحم البشري الذي نعيشه في بعض الأمكنة أيضاً يودي بنا إلى متغيرات جديدة…
التغييرات تطال البشر، بمختلف تشكلاتهم الفكرية، ومن ثم السلوكية، وصولاً إلى المعيشية، وحينها يبدو الخاطئ على صواب، والعكس صحيح… وحين يكثر الخاطئون تنزاح القيم، ونبتعد عن مفاهيم لطالما سببت السعادة الجمعية.
مفاهيم الحق ونشر الجمال، نحن هنا لا نتحدث عن أذواق الناس أو خياراتهم من أجل تقييدها، بل نتحدث عن المفهوم القيمي، عن قيم الخير التي تعمر البلدان وتبني الحضارات ويعود ريعها لصالح الجميع…
ولكن ألا نشعر في لحظة، أن كل ما حولنا قد يتبنى العكس…؟
هل نعيش في أزمة إنسانية، هل هي أسوأ اللحظات البشرية…؟
وما الأسباب…؟
هل نحن في مرحلة مخاض بعد كل هذه التحديثات التي نحياها، أم إن الانقلاب تم وانتهى الأمر…؟
لا شك أن النزوع نحو الأنا، والغوص فيها حد الوجع، نتيجة لكل هذا العجز الحياتي الذي نعيشه يسهل الانزياح القيمي، وما كل هذا الخراب والتشويه والتزييف إلا نتيجة الصد الذي تلقاه تلك القيم عند البشر.
ربما ينفعنا في هذا المنحى.. الاشتغال على بناء الشخصية السوية، اعتناق مفاهيم التنمية الذاتية والعامة، ولطالما كان الانسان ابن بيئته فحين تعلي هذه البيئة من القيم الخيرة، حتما سيسير الناس في اتجاهها.
العدد 1105 – 2 – 8-2022