الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
يكتشف الباحثون والعلماء والأطباء فكرة جديدة خلال دراستهم وعملهم، ويعملون على دراستها وتفنيدها لتلحق بالركب العلمي، ويضيفون إليها أثراً مهما كان صغيراً، وتتضافر تلك الإضافات لتحريك المسار العلمي والعملي لأي حالة خاصة الطبية منها.
بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا إلا أن مساهمات العديد من الأطباء مازالت تشق طريقها إلى المجلات العالمية ليدلوا بإسهاماتهم وعلومهم وملاحظاتهم.
ليس بالضرورة كل الأعراض التي تظهر داخل أجسامنا وخارجها هي ذاتها من حيث الظهور والاختصاص الطبي.. ربما تخفي مرضاً أساسه مختلف عن الأعراض والاختصاص، كما بينت لـ “الثورة” الدكتورة تسنيم حاج عبو من خلال الحالة السريرية التي قدمتها في الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” تحت إشراف اختصاصي أمراض المفاصل الدكتور عبد الله عيد النجار، وهي لمريضة راجعت المستشفى، وهي نموذج حقيقي ظهرت بأعراض عصبية مختلفة ليتبين بالتشخيص مصدرها مرض مفصلي مناعي.
وفي الحالة التي نوقشت بينت الدكتورة حاج عبو أن المريضة هـ. م (٢٤) سنة، راجعت إسعاف المستشفى بقصة ازدواج وتشوش رؤية مفاجئ مشخص لها داء بهجت قبل ٣ أشهر موضوعة على الكولشيسين.
وأوضحت أن العلامات الظاهرة كانت ازدواج رؤية، وثقل باللسان، وضعف بالطرفين السفليين، وحالة نسيان قبل يومين من مراجعتها المستشفى بحسب المرافقين، وفي ضوء ذلك وضعت المريضة للدراسة والتشخيص الدقيق من قبل أطباء الإسعاف والبدء بالإجراءات التالية: طلب CT دماغ ظهر ضمن الطبيعي، وتمت مقاربة عصبية للمريضة وقبولها في شعبة المفاصل للمتابعة العصبية والاستشارات اللازمة، وتصوير MRI دماغ تبين وجود احتشاء حديث جانب البطين الأيسر، احتشاءات قديمة متفرقة في الدماغ المتوسط وجذع الدماغ، احتشاء نازف صغير في المهاد.
وأشارت الدكتور حاج عبو أنه من الناحية العينية تبين تدني قدرة بصرية قابل للتصحيح بوضع عدسات بكلتا العينين، الأوساط الخلفية والأمامية طبيعية.
ولفتت إلى أنه بعد كل الإجراءات والفحوصات اللازمة وضعت المريضة على العلاج بشعبة المفاصل لتبدي تحسناً ملحوظاً ويتم تخريجها مع وصفة طبية، وهي بحالة عامة جيدة، على أن تراجع عيادة المفاصل بالمستشفى بعد شهر مع التحاليل المخبرية اللازمة.
ونوهت بأنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار في حال تطور الإصابة العصبية بشكل مفاجئ لدى مريض داء بهجت علينا التذكر دائماً أن هذه الأعراض العصبية والنفسية قد تخفي خلفها مرضاً مناعياً لا يجوز الاستهانة بأي شكوى من هذا القبيل.
