شريان مقطوع

على الرغم من الأرقام والنسب التي تنشر حول حجم اقتصاد الظل والدراسات التي يطالعنا بها الباحثون الاقتصاديون إلا أنه لا رقم رسمي تم الاعتراف به من قبل المكتب المركزي للإحصاء حول حجم هذا الاقتصاد حاليا والذي يسمى في بعض الدول بالاقتصاد الرديف ، وذلك نتيجة تداخل أنشطة هذا النوع من الاقتصاد مع القطاع الرسمي .
لن أدخل هنا بأسباب انتشار هذا الاقتصاد وخاصة خلال فترة الحرب الذي يبدو أنه زاد أضعاف ما كان عليه خلال فترة الاستقرار والازدهار الاقتصادي ، حيث تشير بعض الأرقام إلى استحواذه على أكثر من 90% من إجمالي النشاط الاقتصادي في البلد.
بالعودة إلى سنوات ماضية أي ما قبل الحرب كنا نقرأ الكثير من التحليلات حول واقع هذا القطاع الذي اشبع لجهة تحليل عوامل نشأته وتوسعه وتأثيراته ومع ذلك فإن الإجراءات الحكومية قبل سنوات الحرب لم تنجح في ضبط توسع هذا القطاع وانتشاره، بل على العكس بعض من تلك الإجراءات والقرارات كانت سلبية وأسهمت بتوسع هذا القطاع غير المنظم في بعض المحافظات والمناطق.
لاشك أن الحرب عملت ما عملته لجهة انتشار الأعمال غير المشروعة التي أدخلت إلى هذا القطاع أنشطة اقتصادية غير مشروعة باتت تشكل الشريان الرئيسي لإيرادات وأرباح العاملين فيه لنصل إلى شريحة أمراء الحرب ، ناهيك عن أنها وللأسف أيضا شكلت المصدر الرئيسي لدخل العديد من العائلات من جهة ومن جهة أخرى فواتاً كبيراً لإيرادات الخزينة العامة من هذه الأنشطة.‏
اقتصاد الظل والذي كان مثار جدل قبل الأزمة من خلال إعداد وثيقة حينها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدراسة واقع هذا القطاع وتنظيمه، يطفو اليوم على الساحة الاقتصادية نتيجة ظروف الحرب وخروج العديد من المنشآت الصناعية والحرفية النظامية والاعتماد حالياً على عشرات آلاف الورشات غير المسجلة والتي لا تدخل ضمن إيرادات الناتج المحلي الوطني.‏
المهمة اليوم صعبة أمام الجهات الحكومية لوقف تمدد هذا القطاع فهي بحاجة لإجراءات تعيد هيبة القانون وتجعل منه شريكا أساسيا بعد قوننته بقانون يتناسب والظروف الراهنة والمستقبلية وهذا يتطلب تضافر الجهود الحكومية والنقابية ومؤسسات المجتمع الأهلى والقطاع الخاص.‏

آخر الأخبار
البنك المركزي.. توجه عربي ودولي لتطوير القطاع المصرفي موجة التهاب الكبد في سوريا.. قراءة هادئة في الأرقام والوقائع الميدانية تحويل رحلات جوية من دمشق إلى عمّان بسبب الضباب وزير الخارجية الإيطالي يدعو إلى مشاريع مشتركة مع السعودية في سوريا استكمالاً للمسار الدبلوماسي السوري الأميركي.. وفد من "الكونغرس" يزور دمشق استئناف الترانزيت عبر سوريا.. خطوة استراتيجية لتعافي الاقتصاد وتنشيط التجارة الإقليمية معركة التحرير في الاقتصاد.. من الاحتكار إلى الدولة الإنتاجية توقيت الزيارة الذي يتزامن مع عيد التحرير له رمزية...ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن في زيارة مرتقب... الاقتصاد الدائري.. مسار جديد لمواجهة التحديات البيئية والخدمية القطاع الصحي في حمص.. تقييمات ميدانية تكشف مزيجاً من التحسن والشكاوى اطلبوا الإعمار ولو في الصين! طلاب المهجر بين فرحة العودة وصعوبات الاندماج.. الفجوة اللغوية في صدارة التحديات لقاءات ندية في دوري المؤتمر كومباني وفابريغاس.. جيل مدربين شباب يصنع مستقبل الكرة الأوروبية الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف