إدارات جديدة بكفاءات شخصية

أصبحت مسألة التعيينات في الجهات العامة للدولة حالة غامضة تجهل حتى هذه الجهات المستند التشريعي لإجرائها سواء تعلق الأمر بتعيين موظفين جدد أم بتسمية إدارات لهذه الجهات.
ما تم الإعلان عنه مؤخراً لفتح باب الترشيح لتولي عدد من الإدارات العليا يندرج في إطار حالة الاستغراب والغموض الذي يكتنف التعيين في الجهات العامة، فالأمر يحتاج إلى بنية قانونية قبل أن يكون هناك بنية تنظيمية لأن البنية التنظيمية يجب أن تستند إلى تشريع لا تقيد التشريع وهنا نجد أن التعليمات التي وضعت قيدت التشريع وقيدت صاحب الصلاحية لأن صلاحية رئيس مجلس الوزراء بتسمية المديرين العامين أو الحالات التي أعطيت تسميتها بمرسوم لم تضع شروطاً تقييدية في هذا الجانب، المُشرّوع عندما وضع مثل هذه القواعد وتركها للسلطة التقديرية ( رئيس مجلس الوزراء، أو رئيس الجمهورية ) فكان يستند على واقع بأن العاملين في هذه الجهات معروفون، تتوافر فيهم الشروط، ولا يمكن استقدام أشخاص من خارج الوظيفة العامة لتولي هذه المواقع، أيضاً تعيين الإدارات بطريقة الإعلان في ظل ما تعانيه جهاتنا العامة من تفشي الفساد وانتشاره يفتح الباب واسعاً لتكريس الفساد والابتزاز والمزايدات لاختيار هذا الشخص أو ذاك بعيداً عن الهدف الحقيقي في السعي لتحسين إدارة هذه المواقع.
النقطة الأخطر في هذه الطريقة لاختيار الإدارات في حال وقوع أخطاء ومخالفات وارتكابات من الذين يسمون بهذه الطريقة سوف يتذرع الوزير أو الإدارة بأنه تم اختيارهم على أنظمة موضوعة مسبقاُ ولا علاقة ولا صلاحية له في اختيارهم، وليس له دور في مجيئهم خلافاً للواقع، وهذا يؤكد بأن السلطة التقديرية للوزير لا يمكن إلغاءها تسليماً لحكم أن كل من تقدموا ستتوفر فيهم الشروط.
تعيين الإدارات والأشخاص يخضع لقانون العاملين في الدولة، ولا يمكن استبداله ببنية تنظيمية تقيد وتتجاهل القانون، ومن غير المفهوم أن تعجز الجهات المعنية عن تعديل القانون الأساسي للعاملين في الدولة بعد عدة سنوات من طرح الأمر.
ما يجري باختيار الإدارات وتعيين العاملين أضرَّ ببنية هذه الجهات العامة وقلل من هيبتها، فالتعيينات والتسميات الفنية لا يمكن أن تحددها سوى إدارات فنية، والتقليل من سلطة الإدارات القائمة و تهميشها يُضعف من سلطة المؤسسات التي تشكل مُجتمعة سلطة الدولة، وبالتالي يُضعف الدولة.
لا يوجد مشروع إيجابي أو سلبي بالكامل، ولكن أي تجربة تخضع للتقييم لمعالجة التشوهات وتعزيز نقاط القوة، وما لم تجر المراجعات والتقييمات الدورية فقد يقودنا هذا المشروع إلى حالة الضياع والانهيار.
التعامل مع الإدارات بهذه الطريقة التنظيمية أفرغت المؤسسات من كوادرها المؤهلة والخبيرة، و لاسيما الفنية، ولا يمكن لأي جهة خارج إطار أي جهة عامة أن تحدد لها من يشغل مفاصلها ومن تحتاج الجهة لخدماته كي تمدد له، التمديد يجب أن يكون بطلب من الجهة لمن ترى ضرورة استمرارهم ومن كافة الفئات الوظيفية وليس ترجى منهم.
التقييم يكون على أرض الواقع وليس في المكاتب، ومن الجهات المعنية مباشرة وليس من جهات غير مختصة وملمة بطبيعة وخصوصية كل جهة.

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل