الثورة– ترجمة ختام أحمد
وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي يوم الأربعاء إلى تايبيه لعقد اجتماع مع رئيسة تايوان تساي إنغ ون.
وقد أثارت هذه الرحلة قلق الصين وشعورها بالتهديد فأخذت أعلى درجات الحيطة والحذر. حيث تستمر القوات العسكرية الأمريكية في التحرك نحو مضيق تايوان، بالمقابل تشير التقارير الواردة من وسائل الإعلام الصينية إلى أن قطعا بحرية صينية تتحرك في مقاطعة فوجيان، مقابل تايوان مباشرة .
لم يتم تحديد ما إذا كان هذا الوضع سينفجر إلى أزمة كاملة أم لا، لكن الولايات المتحدة قد اتخذت مخاطرة كبيرة في المضي قدمًا في هذه الزيارة التي ربما تكون قد أقامت أزمة يمكن تجنبها.
“يجب أن يكون أحد المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية هو مصلحة الولايات المتحدة وحماية أمننا القومي هي الأولوية القصوى، والأولوية الثانية هي ضمان قدرتنا على الازدهار الاقتصادي”.
هذه الرحلة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب لم تفشل فقط في تحقيق أي من الهدفين- إنها تقترب بشكل خطير من تعريض كليهما للخطر.
لدينا بالفعل اتفاقية أمنية مع تايوان تقدم فيها الولايات المتحدة جميع أنواع الأسلحة عالية التقنية، وتدريب عسكري، وإمكانية الوصول إلى القدرات الدفاعية الأخرى، كما زودنا تايبيه لسنوات بأحدث المعدات العسكرية – الطائرات المقاتلة والصواريخ والدبابات- ولكن لا يوجد اتفاق يتطلب من الولايات المتحدة الدفاع عن تايوان مباشرة، وبغض النظر عن ماهية الاتفاق وبنوده، ما هي مصلحة الولايات المتحدة في كل ما ذكر أعلاه ..؟؟؟.
كانت الصين وتايوان على خلاف منذ انتهاء الحرب الصينية في عام 1949، ومنذ البداية قالت الصين إنها ستستخدم القوة لإعادة توحيد الجزيرة وإعادتها إلى الأراضي الصينية، ومرت العلاقة عبر هذا التاريخ بين البلدين في فترات من الأزمات الشديدة، وأوقات انفراج، لكن حتى أثناء فترات الهدوء، ظلت بكين ثابتة في أنها ستستخدم القوة إذا أعلنت الجزيرة استقلالها.
بالنظر إلى أن القضية وجودية بالنسبة للصين، وشيء عرفناه منذ عقود بالمعنى الحرفي للكلمة ، سيكون من الحماقة إدخال القوات الأمريكية في نزاع ثنائي بين البلدين. علاوة على ذلك، تعمل الصين بجد منذ ما يقرب من 30 عامًا لتحديث جيشها وتطويره، وبنائه صراحة لخدمة ثلاث مهام: الحفاظ على الاستقرار الداخلي، استعادة تايوان بنجاح، وصد التدخل الأمريكي المتوقع .
فالصين اليوم دولة ذات قوة بحرية وجوية وبرية حديثة. قد لا تكون منافسًا نظيرًا كاملاً للولايات المتحدة من حيث القدرة العالمية، ولكن في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، لديهم مزايا كبيرة على أساطيلنا الجوية والبحرية في المحيط الهادئ، سيكون من الحماقة أن تخوض الولايات المتحدة حربًا ضد الصين مع تايوان. سيكون لدينا الكثير من العيوب، وستكون الصين في موقع عسكري متفوق. من المهم أيضًا الإشارة إلى أن النزاع بين الصين وتايوان لا يشكل أية مخاطر على أمننا القومي سواء انتهى بهم الأمر إلى القتال أم لا، ولكن من المؤكد تمامًا أن بكين ستقوم بمحاربة القوات الأمريكية إذا اتخذنا خطوة للدفاع العسكري عن تايوان. في هذه الحالة ، يمكن أن توجه بكين ضربة قاسية لأسطولنا الجوي والبحري في المحيط الهادئ، وهذا سيكلفنا الكثير من الخسائر الكارثية بالأرواح وعلى المستوى الاقتصادي داخلياً والسياسي دولياً – وهذه الخسائر غير الضرورية على الإطلاق حالياً وخاصة في الوضع العالمي الحالي والأزمات الاقتصادية والحرب الأوكرانية وحصار أوروبا، فماذا تريد سياستنا ؟؟ لا نعلم سوى أنها تأخذنا إلى الهاوية.
بقلم: دانيال ديفيس
السابق