الملحق الثقافي- ياسمين درويش:
لمواقع التواصل الاجتماعي صدى سيىء لدى الكثير من أدبائنا ومثقفينا، فمعظمهم ينظرون لها بنظرة سلبية، كما يرونها بعين غير راضية تقلل من شأنها، أما بالنسبة لي فإن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فالمتابع لها يحسن استخدامها بأن يحسن انتقاء المواقع التي تثقفه وتثري معلوماته اللغوية، فهنالك الكثير من الصفحات والمواقع التي تنبثق عن مجلات ودوريات ثقافية عربية لها وزنها وقيمتها.
كما أن محب اللغة العربية يستطيع الاشتراك بإحدى المجموعات التي تعنى باللغة العربية والمنتشرة بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي( أنا عضو في إحداها)، حيث يزودنا أعضاء المجموعة بالكثير من الفوائد اللغوية والإعرابات النادرة كما ينبهنا من الأخطاء الشائعة في لغتنا العربية.
وهنالك بعض الصفحات على موقع الفيسبوك تلاحق كل جديد في الساحة الأدبية ما يثقف القارئ ويثري معلوماته.
ومن أهم ما زودتنا به مواقع التواصل الاجتماعي(السوشال ميديا) ملفات pdf التي تختص بأمهات الكتب التي طالما حلمنا باقتنائها وحال ثمنها الباهظ بيننا وبين هذه الأمنية، واليوم وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي بات بإمكاننا اقتناؤها بلمسة زر واحدة.
كما أننا لا نستطيع أن نغفل اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي بالشعر العربي الفصيح، فكم تابعت من قصائد لشعرائنا على تلك المواقع مرفقة بموسيقا كلاسيكية، ومشاهد مصورة قد تكون طبيعة باهرة الجمال أو مقاطع من المسلسلات الراقية العالية الجودة.
وعلى المقلب الآخر برزت في الآونة الأخيرة بعض صفحات الفيسبوك التي تنشر قصصاً مطروقة تثير العواطف وتوجع القلوب كعقوق الوالدين والغدر بالمحبوبة العاشقة، والتي تنتهي بنهايات غير منطقية تحمل عبراً سطحية غارقة بالمباشرة.
تلك القصص مكتوبة بلغة عربية ركيكة، مملوءة بالجمل العامية، ومثل تلك المنشورات تسيء للغة العربية أشد الإساءة وهي غيض من فيض الإساءات الموجهة للغتنا العربية عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تعتبر منبراً لكل فرد من أفراد المجتمع يعبر من خلالها عن آرائه.
وأختم مقالي هذا بالتأكيد على المتابع أن يختار كل ما هو قيم ليثري معلوماته بكل ما هو جديد من مقالات وقصص وقصائد تصدر عن المنابر الثقافية.
العدد 1106 – 9- 8-2022