الثورة – تقرير لجين الكنج:
على الرغم من أن روسيا تعتبر مورّداً أساسياً للغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية، إلا أن معظم تلك الدول لا تزال تكابر وتفرض المزيد من العقوبات ضدها نزولاً عند الرغبة الأميركية، الأمر الذي بات يهدد الحكومات الأوروبية بموجات غضب من مواطنيها الذين باتوا يشكون واقعاً اقتصادياً أليماً نتيجة سياسة حكوماتهم.
وقد سبق لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن أشارت في وقت سابق إلى أن تدهور مستوى معيشة الأوروبيين قد يؤثر على “صمودهم في دعم أوكرانيا”، ما سيؤدي إلى تدمير التحالف الغربي، وأنه في الأشهر المقبلة، من المحتمل أن تضطر أوروبا “للقتال مع آسيا” من أجل الغاز المسال الروسي، حيث أن الوضع بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي سيزداد سوءاً مع اقتراب فصل الشتاء.
وتجنباً للتداعيات الكارثية في المستقبل المنظور، يبدو أن بعض الدول الأوروبية بدأت تلتف على العقوبات، وتتجه نحو شراء النفط الروسي سراً، حيث كشفت صحيفة “بلومبرغ” في هذا السياق عن شراء دول جنوب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط النفط الروسي سراً، ما يعزز الطلب على الهيدروكربونات من روسيا، بينما تنخفض المشتريات من دول شمال أوروبا.
ووفقاً للوكالة، فإنه في الأسبوع المنتهي في 5 آب، بلغ حجم شحنات النفط الخام من موانئ التصدير الروسية في بحر البلطيق والبحر الأسود إلى الموانئ الإيطالية أعلى مستوى له في سبعة أسابيع.
ونقلت وكالة نوفوستي عن “بلومبرغ” إشارتها في سياق تقرير لها، أنه وللمرة الأولى منذ نيسان، اشترت إسبانيا كمية من نفط أورالز الروسي، على الرغم من أنه وفقاً للبيانات المنشورة، تم التسليم من كازاخستان. كذلك، ولأول مرة منذ شباط، اشترت اليونان نفطاً روسياً، في حين زادت بلغاريا ورومانيا مشترياتهما من الهيدروكربونات من روسيا إلى 255 ألف برميل يومياً.
وبحسب بلومبرغ، فإن نمو الطلب على النفط الروسي من قبل عدد من الدول الأوروبية يشير إلى مخاطر عالية لانتهاك نظام العقوبات ضد روسيا، والذي يشمل من بين أمور أخرى، رفض شراء النفط الخام اعتباراً من كانون الأول 2022.
وتقدر الوكالة أن إجمالي إمدادات النفط الخام الروسية للمستهلكين الأوروبيين تقدر حالياً بنحو 1.38 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى في الأسابيع الخمسة الماضية، لكنه أقل من إمدادات ما قبل العمليات الخاصة البالغة 1.85 مليون برميل يومياً.
يشار إلى أن روسيا أثبتت على مدى سنوات موثوقيتها كمورد للغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية، لكن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو تؤثر على الإمدادات، علماً أن روسيا في عام 2021 صدرت قرابة 155 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا.