الثورة – غصون سليمان – مريم ابراهيم:
لم يكن اجتماع العمال العرب في عاصمة الحياة دمشق يوما عاديا، فقد سجل العاشر من آب في روزنامة الزمن ميقاتا وتاريخا جمع حوله على طاولة مستطيلة أفئدة النقابيين والأمناء العامين للاتحادات المهنية المساعدة، حيث دقات العمل العربي المشترك تتقن تفاصيل الخبرات والتجارب لقادة نقابيين في الطبقة العاملة لهم مواقفهم المشرفة تجاه سورية، عبروا عنها بإحساسهم وحقيقة مشاعرهم ..لم ينسوا بيتهم الدافىء وقلب العروبة تظلهم بجغرافية الزمان والمكان .فبناء ومقر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب هو في دمشق هدية القائد المؤسس حافظ الأسد الذي كان يستشرف بدقة متناهية أبعاد استراتيجية المستقبل، وكيف تكون السواعد المنتجة نصيرة وداعمة لحقوق بلدانها وشعوبها، ولنا في اتحاد عمال سورية الصورة الأكثر وضوحا على الصعيد الوطني والإنتاجي.
في لقاءات الثورة مع المشاركين باجتماع المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أمس،كان للحديث مع ضيوف دمشق متعة المنتصر بعزيمة الإرادة التي تغلبت على قيود المصاعب والتحديات .
*فرصة لتجديد الدماء
يعقوب بو بكر عاشور الأمين العام المساعد لاتحاد النقابات المهنية – موريتانيا، اعتبر وجوده في دمشق فرصة لتجديد الدماء وإعادة الروح إلى جسد الاتحاد الدولي الذي يهتم ويجمع اساسا العمال العرب تحت كلمة واحدة والوقوف مع قضاياهم العادلة وحل مشاكلهم بالطرق المناسبة .
وأضاف عاشور في حديث للثورة أن اجتماع المجلس المركزي في دمشق يعطي مثالا على حيوية هذا البلد المعطاء بأبنائه وعماله وقيادته، وانه يعود كما كان الى سابق عهده يجمع العمال العرب ويقودهم نحو تعزيز التضامن والتكامل وروح الوحدة النقابية والعربية ،راجيا أن يكون هذا الاجتماع فاتحة خير على الاتحاد الدولي الذي يحتاجه كل العرب كشعار جامع لنصرة قضايانا العادلة.
وأكد الأمين العام المساعد لاتحاد النقابات المهنية الموريتانية كيف كانوا حريصين على إيصال رسائل الدعم والتضامن لشعب وعمال سورية خلال سنوات الحرب العدوانية على هذا البلد ،وأنهم على حق في الدفاع عن قضيتهم العادلة ،مكبرا مواقف الصمود والمجابهة التي اتخذها الشعب السوري قيادة وجيشا وشعبا حيث الطريق الأسلم للبقاء والعيش الكريم،متمنيا لسورية وقيادتها النقابية التي تجمع السواعد المنتجة في أصقاع الوطن العربي كل الخير والتقدم.
* سورية الملاذ الآمن
ستار دبوس براك الداوي رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق بين أهمية انعقاد المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في سورية التي ستبقى هي الملاذ الآمن لاتحاد نقابات العمال العرب والراعي الرسمي له، لافتا أن جلسات العمل المهمة التي ناقشت معظم القضايا المطروحة في المجلس تعد غاية في الأهمية بما يخص أمور العمال العرب وقضاياهم ، والعمل لاتخاذ القرارات المهمة التي تهم الطبقة العاملة ومصالحها وقضاياها المصيرية .
* توحيد الجهود
عزام صمادي رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة في الأردن أكد على ضرورة توحيد الصف العمالي العربي وطرح جميع القضايا التي تهم العمال العرب والسعي لتجميع الجهود على مختلف المستويات لتحقيق المصلحة العامة للعمال والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية للطبقة العاملة.
* العمال ذروة الإنتاج
نائب رئيس اتحاد عمال لبنان حسن فقيه أكد أهمية تبؤ سورية أمانة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، واليوم يعقد المجلس المركزي في قلب سورية حيث ناقش النقابيون العرب قضاياهم المختلفة خاصة بعد الحصار والإرهاب على دول عدة ، ونحتاج اليوم لنعيد ضخ الدم في هذه المنظمات العمالية الشعبية الكبرى خاصة العمال الذين يمثلون ذروة الإنتاج في الوطن العربي، لافتا الى أهمية القضايا المطروحة من قضايا تنظيمية داخلية وغيرها، ومايجمع العمال العرب أكثر مما يفرقهم ويجب أن يشكلوا جسر علاقات وتواصل وتبقى العلاقات قائمة لمصلحة العمال جميعا.
* قوتنا في وحدتنا
علي أحمد بامحيسون رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن أعرب عن سروره بوجوده في دمشق و المشاركة في هذا اللقاء النقابي الهام وأكد على حقيقة الإيمان بشعار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب “قوتنا في وحدتنا” ناصحا بعدم فتح اي باب يكرس الانقسام النقابي في اي قطر عربي وأن نكون عاملا مساعدا للبناء والتطور لا معول هدم لما هو قائم وثابت وان نحتكم جميعا إلى دستور اتحاد العمال العرب ، لافتا إلى معاناة الطبقة العاملة اليمنية من ارتفاع نسبة البطالة وهروب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة وتسريح عشرات الآلاف من العمال وانقطاع صرف الرواتب عن مليون ومئتي الف موظف ومتقاعد بسبب العدوان على اليمن ، مؤكدا أن الثبات والصمود والإصرار على الحياة والنهوض والبناء هو سيد الموقف.
وأوضح بامحيسون أن الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن هو الممثل الوحيد للطبقة العاملة اليمنية ولايجوز ولا يوجد أي اعتراف بأي كيانات مشبوهة تتلقى أوامرها ودعمها المالي من خارج اليمن.
* فتح سوق العمل
عبد القادر عبدالله رئيس اتحاد عمال فلسطين أشار إلى نضال الاتحاد العام لعمال فلسطين كمنظمة عمالية عربية في سبيل تعزيز وحدة الحركة العمالية الفلسطينية و العربية بقيادة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، مطالبا بفتح سوق العمل أمام عمال فلسطين ورفع القيود المفروضة عليه ، والسماح لهم بالعمل والسفر .
ودعا عبدالله منظمة العمل العربية والدولية والدول المانحة ووزارة العمل الفلسطينية بإقامة مشاريع اقتصادية في الأراضي المحتلة لدعم الاقتصاد والحد من البطالة والعمل داخل الخط الأخضر، كي يتمكن الشعب الفلسطيني من الاستمرار في صموده، لافتا إلى أن عمال الشتات هم أشد الناس فقرا .
وقال رئيس الاتحاد علينا أن نرفع الصوت عاليا لوضع برنامج قروض صمود داخل المخيمات لمواجهة الأزمات الخانقة ،موضحا أساليب الحرج وسمسرات التصاريح التي يقوم بها العدو الصهيوني لمطاردة العمال على المعابر ، ناهيك عن الإهانات التي يتعرضون لها ، فليس لديهم اي ضمان صحي أو حقوق مايجعلهم يبيتون في العراء .
* انطلاقة خير وعمل
ياسين صهيوني الأمين العام المساعد للاتحاد العربي للعاملين في الزراعة والصناعات الغذائية والصيد (سورية ) استبشر بهذه الانطلاقة خيرا لإعادة تفعيل عمل المنظمات العربية المهنية بما يناسب حاجات هذه البلدان ، مشيرا إلى أن الاجتماعات المتلاحقة قبل وأثناء انعقاد المؤتمر تم التوافق والنقاش على مجمل القضايا العمالية العربية التي تصب في مصلحة العمال العرب.
وأضاف صهيوني أن سورية أثبتت من خلال صمودها وتحديها لكل المخططات التي تهدف لإضعاف الأمة العربية لاسيما الطبقة العاملة أن قوة الحق أقوى من حق القوة ، ماجعل اجتماع اليوم يؤكد على أهمية ودور رسالة سورية الوطنية بقيادة رئيسها وشعبها وعمالها في مواجهة الصعوبات لتحقيق مصلحة الشعوب العربية كافة.
* لقاء عز وفخار
بدوره بين نقيب عمال البناء في الأردن محمود الهياري أن هذا اليوم الذي نتواجد فيه على أرض سورية هو يوم سعيد بالنسبة لنا و على مستوى الأمة العربية وليس على السوريين فقط ، واعتبره يوم عز وفخار ، وخاصة في هذه المناسبة التي تجمع قادة الطبقة العاملة العربية في إطار المجلس المركزي .
وذكر الهياري حالة الشواهد والمشاهد التي تدل على مدى التقدم والازدهار الذي تشهده سورية رغم سنوات الحرب وما خلفته من ويلات وكوارث ، واصفا الشعب السوري بالريادة بين أشقائه العرب ، حيث طموحنا وأملنا بوحدة شاملة عماد دعمها العمال العرب ، حيث يشكل هذا الاجتماع في دمشق نقطة انطلاق للتعاون العربي واتخاذ قرارات تنعكس ايجابا على المنطقة العربية ،مبينا ان الاجتماعات التمهيدية أظهرت بشكل جلي لحمة العمال العرب في ظل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب برئاسة رئيس اتحاد عمال سورية جمال القادري ، معبرا عن تفاؤله بهذا الاجتماع النقابي العربي الأصيل الذي أعاد الوحدة للقيادات النقابية العربية عبر التخطيط الجيد والا يكون هناك أي اصطفاف ضد أي منطقة عربية أو قطر أو عامل عربي.