الثورة- تقرير دينا الحمد:
بسبب معاناة المواطنين الألمان من نقص الغاز، وتأثير ذلك على الصناعة والاقتصاد، بدأت الأصوات المطالبة بضرورة عودة التفاوض مع روسيا بشأن تدشين خط أنابيب “السيل الشمالي-2″، تعلو داخل ألمانيا، مؤكدة بأن العقوبات الغربية ضد روسيا بمثابة انتحار بالنسبة لألمانيا.
رئيس لجنة الطاقة في البوندستاغ الألماني، كلاوس إرنست، دعا في هذا الصدد إلى عودة التفاوض مع روسيا بشأن خط أنابيب “السيل الشمالي-2″، وذلك في مقال نشرته صحيفة “برلينر تسايتونغ” في 15 آب الجاري، حيث أعرب إرنست عن اعتقاده بأن عقوبات الطاقة ضد روسيا كانت “خطأ فادحا”، وأكد أنه لا مفر من حدوث ركود كبير، وتهديد لإمدادات الطاقة لأكبر اقتصاد في أوروبا، وهو ما يمثل “انتحارا يضر بالمواطنين والصناعة ولا يساعد أوكرانيا بأي حال من الأحوال”.
وأشار إرنست وفق ما ذكرته وكالة نوفوستي نقلا عن الصحيفة الألمانية، إلى أن المواطنين والصناعة لن تنجو في الشتاء القادم دون خسارة، حيث أن سبب التضخم بشكل رئيسي هو زيادة أسعار الطاقة، واصفا دعوات الحكومة لإجراءات التقشف بأنها “مجرد استخفاف”، وليس أمام الكثيرين أي خيار آخر.
ويعتقد إرنست أن روسيا، كمصدر للطاقة، استفادت بالفعل من ارتفاع الأسعار، ووجدت فرصا جديدة للتسليم إلى الهند والصين، حيث تضاعف فائض الحساب الجاري الروسي ثلاث مرات في النصف الأول من عام 2022، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، “ولا يتوقع أن تنتهي الحرب بسرعة أكبر نتيجة للعقوبات الغربية.
كما دعا البرلماني الألماني إلى إطلاق “السيل الشمالي -2″، من أجل منع فصل الخريف والشتاء الباردين في ألمانيا، نظرا لأن الجهود المحمومة التي بذلها وزير الاقتصاد الألماني في الربيع، من أجل التمكن من استبدال النفط والغاز من روسيا بإمدادات من دول أخرى، قد منيت بالفشل، وفي أحسن الأحوال ستكون عمليات التسليم الأولى في عام 2024. وهناك عواقب وخيمة على القوى العاملة والصناعة، بينما يحتدم الجدل حول أوقات تشغيل محطات الطاقة النووية، أو إعادة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، حيث لا يمكن أن تحل هذه الطاقة محل موارد الطاقة الروسية.
وكتب السياسي الألماني: “لقد ثبت أنه من الغباء السياسي كسر المعاهدات مع روسيا من خلال عقوبات خاصة بك، بينما تتوقع، في نفس الوقت، أن تمتثل روسيا للمعاهدات”. وأشار إلى أن ألمانيا سوف تحتاج إلى الوقود الأحفوري بأسعار معقولة لفترة طويلة قادمة، ويمكن أن يؤدي الاتفاق مع روسيا إلى استقرار إمدادات الطاقة بسرعة، وزيادة العرض، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض أسعار الطاقة، وهو ما من شأنه أن يقي ألمانيا الشتاء المقبل، كما أنه لن يضر بأوكرانيا!.
وفي السياق ذاته لم يستبعد مسؤول برلماني روسي إمكانية أن تغير ألمانيا موقفها من خط أنابيب الغاز المسمى “التيار الشمالي 2”.
وكانت شركة “غازبروم” التي تدير الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي قد أنشأت خط الأنابيب هذا لتوريد الغاز لألمانيا، وأوشكت على تدشينه بموافقة ألمانيا. إلا أن السلطات الألمانية سحبت موافقتها على تدشين “التيار الشمالي 2” عندما انضمت إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.
وأخيرا ألمح المستشار الألماني أولاف شولتز بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك، إلى احتمال إقدام بلاده على استيراد الغاز الروسي عبر خط “التيار الشمالي 2″، مشددا على أهمية مواصلة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
و قال فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة العليا (الفيدرالية) للبرلمان الروسي، لـ”سبوتنيك”: “لا أستبعد إمكانية أن تدشن ألمانيا خط التيار الشمالي 2 قبل نهاية العام”.
ويتوقع جباروف أن تصبح ألمانيا في وضع صعب جدا في نهاية العام بسبب نقص إمدادات الغاز حتى أنها لن ترى مفرا من تدشين “التيار الشمالي 2”.
وعموما لم يستبعد المسؤول البرلماني الروسي أن يخفف قادة أوروبا لهجتهم حيال روسيا بحلول شهر تشرين الثاني المقبل.