الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
بدأت في السويداء عمليات قطاف العنب للموسم الحالي ضمن المناطق المنخفضة الأكثر دفئاً، والواقعة شمال وغرب المحافظة وبعض قرى منطقة شهبا، ومع هذه البداية بدأت مخاوف المزارعين تطفو على السطح وما يؤرقهم ويثقل كاهلهم عدم وجود سوق هال لتصريف عنب المائدة، ما ينعكس سلباً على سعره قياساً بتكاليف إنتاجه، ما يؤدي إلى وقوع المزارعين تحت رحمة التجار والوسطاء الذين يقتنصون الفرص في مثل هذه الحالات ويستجرون المادة بأسعار تتناسب مع مصالحهم وتجارتهم الخاصة، فيما يتعلق بعنب المائدة، أما بالنسبة للعنب العصيري فالمخاوف تتبدد إلى حد ما مع إعلان الشركة السورية لتصنيع العنب استجرار كل ما يرد إليها من الفلاحين.
مدير عام الشركة السورية لتصنيع العنب بالسويداء المهندس فادي شقير أكد أن الشركة أكملت استعداداتها لاستقبال محصول العنب من المزارعين وأنجزت أعمال صيانة الآلات ميكانيكياً وكهربائياً، لافتاً إلى تشكيل لجان لدراسة درجة حلاوة العنب في مناطق الإنتاج، وعلى هذا الأساس يتم تحديد بدء استقبال العنب العصيري المتوقع مع بداية الشهر القادم.
وأشار إلى أن الخطة الإنتاجية للشركة لهذا الموسم هي استلام 8 آلاف طن عنب عصيري، وذلك بسعر قدره ألف ليرة سورية لكل كيلوغرام واحد عنب أبيض، و1200 ليرة للأسود.
ولفت إلى أن تحديد موعد استقبال محصول المزارعين سيتم خلال الأيام القادمة بناء على درجة حلاوة العنب ونضجه في مناطق الإنتاج الرئيسية، مشيراً إلى دور الشركة كونها تمثل أحد منافذ التسويق الأساسية لدى المزارعين لتصريف إنتاجهم.
مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد أشار إلى أن زراعة شجرة الكرمة في السويداء تشغل مكانة رئيسية بين الأشجار المثمرة، والمحافظة تحتل المرتبة الثانية بإنتاج العنب على مستوى سورية، بينما تأتي بالمرتبة الأولى بالمساحات المزروعة التي بلغت 9977 هكتاراً تحوي 4 ملايين و750 ألف شجرة يشكل المثمر منها 4 ملايين و250 ألف شجرة، مشيراً إلى أن زراعة العنب تتركز في مناطق الكفر ومفعلة وسهوة الخضر وحبران وعرمان والقريا وقنوات وضهر الجبل وصلخد ونمرة وغيضة نمرة، وأشهر أصنافه السلطي بأنواعه والبلدي والحلواني والأسود.
رئيس اتحاد الفلاحين بالسويداء سمير البعيني أشار إلى أن الشركة السورية لتصنيع العنب بالسويداء منحت بموجب مذكرة تفاهم مع الاتحاد خلال الفترة الماضية سلفة بقيمة 500 مليون ليرة لزوم مساعدة للمزارعين الراغبين بتسليم محصولهم للشركة لتوفير جزء من مستلزمات الإنتاج وبما يمكنهم من الاستمرار بالعمل في ظل تداعيات الحصار الاقتصادي الجائر على سورية.
وبين أنه سيتم دعم الآليات التي تنقل المحصول للشركة بمادة المازوت وكذلك تمت الموافقة على تخصيص كمية 5 ليترات من المادة لكل مزارع عن كل طن يسوقه من باب التشجيع وتحفيزه على التسويق.
بقي أن نقول: المعطيات تؤكد وجود ضعف بالقنوات التسويقية للعنب حيث تقتصر على البيع المباشر من الحقل لتاجر الجملة وما ينجم عن ذلك من ابتزاز للمزارعين، إضافة لاقتصار التصنيع المحلي للمنتج على دبس العنب والزبيب، حيث لا تزال هذه الصناعات تقليدية يدوية في معظمها تتطلب تطويراً لها، والأمر يتطلب دعم تسويق الصناعات القائمة على المنتج منزلياً.