الثورة خاص_حلب_فؤاد العجيلي_جهاد اصطيف_حسن العجيلي:
قضايا عديدة تناولناها خلال لقائنا مع رئيس مجلس مدينة حلب الدكتور المهندس معد المدلجي.. وفي الجزء الثاني من اللقاء سنقف عند قضايا تتعلق بمشاريع مجلس المدينة العالقة والمتوقفة والمخطط تنفيذها، إلى جانب واقع الأسواق الشعبية وإشغالات الأرصفة، وكل ذلك انطلاقاً من دورنا الإعلامي، تحقيقاً للمصلحة العامة في خدمة المواطن وبناء الوطن، وهنالك الكثير من القضايا لم نتطرق إليها، وتركت للمجلس القادم والذي نأمل أن يصل إلى عضويته من هو قادر على معالجتها.. فلنتابع:
الأسواق الشعبية “خد وعين”
فيما يتعلق بالأسواق الشعبية المنتشرة في أحياء المدينة وكيفية التعامل معها، بين الدكتور المدلجي أن المجلس بعد جهد نجح إلى حد كبير في سوق الجميلية، ولم نوفق في أسواق الأشرفية والتلل والميدان، حيث واجهتنا معادلة صعبة مغزاها الظروف المعيشية التي نمر بها، ومع ذلك نحن كمجلس نتعامل مع هذه الأسواق على مبدأ “خد وعين” لحين إيجاد حل كما هو الحال في الجميلية.
إيرادات جيدة.. والخدمات تنتظر
وفي إطار استثمارات مجلس المدينة مثل: كراج البولمان وسوق الهال ومكاتب الراموسة وأخيراً المواقف المأجورة، وانعكاس عوائدها على الواقع الخدمي بحلب مهد رئيس المجلس بالقول: إذا نظرنا إلى حلب التي خرجت تواً من الحرب، لا يمكن أن نقارنها بأي محافظة أخرى، ولكنني أستطيع التأكيد أن شوارع حلب باتت نظيفة أكثر من غيرها وأشجارها مقلمة وحدائقها بحال أفضل وغيرها الكثير، ولو لم تكن موارد المجلس قوية لم يكن باستطاعتنا أن نخرج بموازنة “مضبوطة”، نافياً أن تكون الخدمات المقدمة بالأحياء غرب المدينة أفضل عن سواها من الأحياء الأخرى.
وأكد أن التمويل في تلك الأحياء “الأحياء المحررة” أكبر، وهناك أسباب قد لا تظهر الفارق مثل الاكتظاظ السكاني، وتعرض هذه الأحياء أكثر للدمار خلال فترة الحرب العدوانية على سورية ولا ننسى البنية التحتية الجاهزة بالأحياء غرب المدينة، ويكفي أن نقول إننا رحلّنا ملايين الأمتار المكعبة من الأنقاض من تلك الأحياء فقط، فضلاً عن ترحيل أنقاض ما يقارب ٣٥٠٠ بناء كان آيلاً للسقوط، بجهود لجان السلامة العامة التي مسحت كل المناطق، مع التذكير أنه من الممكن أن تصادفنا حالات في بعض الأحيان عن وجود بناء آيل للسقوط نظراً للتبدل الإنشائي، مهيباً بالمواطنين بالإبلاغ الفوري في حال وجود أبنية تتطلب التدخل الفوري دون الخوف أو الخشية من موضوع الإقامة.
وأضاف أن المبالغ التي دخلت ميزانية المجلس نضعها كلها في خدمة أهالي حلب، ولا يزال لدينا فائض جيد نستطيع زجه في مشاريع أخرى، وأعود للتأكيد وأقول لو لم تكن إيراداتنا قوية لما أنجزنا ما نسبته ٢٠ % مما نحن عليه الآن، وأود أن أضيف إلى ذلك مشروع الجمعيات السكنية ٣٥ ألف شقة وحالياً سنبدأ بتجهيز البنية التحتية في 3w، خاصة وأننا بدأنا إبرام العقود مع الجمعيات، وهذا سيدر المليارات لميزانية المجلس.
أملاك لا تزال تنتظر الاستثمار
وعن سبب عدم وضع العديد من العقارات والأملاك التابعة للمجلس قيد الاستثمار مثل: أرض كراج هنانو وأرض السوق العربية ونادي السبيل والحزام الأخضر وغيرها أوضح أن حديقة الأحلام تم الإعلان عنها، وأما نادي السبيل فلا يزال يعترضه مشكلات قضائية، وبتنا بالفترة الأخيرة نقيم عدداً من المعارض في كراج هنانو، ومن الممكن نقل سوق الحرير إلى الكراج، أما مشروع المتحلق فقد رسا عقده حالياً وهو مباشر فيه ويمتد من دوار البلليرامون حتى دوار المهندسين، وسيكون بمعظمه مشروعاً شعبياً وسيتم توفير البنية التحتية للمشروع.
النظام العمراني.. وجهات نظر
وردا على سؤالنا حول إمكانية تغيير النظام العمراني في بعض الأحياء والمناطق، بين رئيس مجلس المدينة أن هذه المسألة تحتمل وجهات النظر، فإذا أتاح المجلس بناء طابقين على سبيل المثال في منطقة ما، سرعان ما تجد الجمعيات قد طالبوا بذلك، وأنا شخصياً لست مع هذا الطرح، لكي نبقى محافظين على “الاستضواء والاستهواء”، مشيراً إلى أن هذه المسألة ممكنة ولكن ضمن ضوابط لا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
وفيما يتعلق بالمخططات التفصيلية قال: لقد قطعنا شوطاً كبيراً في المخطط التنظيمي العام، خاصة باتجاه الجنوب والشرق الذي تكثر فيهما المخالفات، لذلك اعتمدنا بالدراسات بالمخطط التفصيلي على إنجاز ما أسميناه “الطوق التنظيمي” بحيث لم يعد هناك حجة لأحد لكي يخالف على أطراف المدينة، وبات بالإمكان الحصول على الرخصة، علماً أن هذا الطوق يلزمه على الأقل عشر سنوات لتجهيز البنية التحتية المتعلقة به.
الشركة القابضة تأسيس على الورق منذ 3 سنوات
وعن الشركة القابضة التي أعلن المجلس عن تأسيسها في شهر آذار عام 2019 وأن تكون منطقة التطوير العقاري باكورة أعمالها وأسباب عدم البدء بها حتى الآن، بيّن الدكتور المدلجي أن المجلس وافق عليها، مضيفاً : لم نتشجع للعمل بموجبها بسبب عدم توفر مشروع مستعجل تقوم به الشركة وتالياً كون إجراءاتها معقدة ومسؤوليتها أكبر، لذلك التوجه كان نحو شركة التطوير العقاري وبنفس الوقت لكي لا نقيد أنفسنا في حال لم يكن هناك مشروع، مشيراً إلى أن المجلس عمل بهذا الإتجاه بشقين، الأول مع نقابة المقاولين لإنجاز العمل الإنشائي على مبدأ ” المتعهد ” والثاني مع غرفة تجارة حلب كمطور عقاري، والمشروعان يسيران بالأطر الإدارية والقانونية حالياً وهما في طور الموافقات.
نأمل نجاح من يَخدم حلب
وحول الانتخابات القادمة لمجالس الإدارة المحلية ختم الدكتور المدلجي بالقول: إن أهم ما يؤرقني ألا يتابع أي مجلس قادم العمل الذي قمنا به بمختلف المجالات، وأن ينسف ما تم إنجازه، لذلك نأمل أن يتم تشذيب هذه الأعمال، أو أن يضيف عليها ويطورها، مثلاً كمشروع الحيدرية وتل الزرازير وسوق البشائر والجمعيات السكنية وغيرها الكثير من الملفات.
وبين أن الانتخابات لدينا حضارية وقد تعلمت شخصياً من هذه التجربة، وأتمنى من الزملاء الذين أثبتوا جدارة الاستمرار في خدمة حلب، وكونهم اكتسبوا الخبرة، مع التركيز على العناصر الكفوءة والقوية التي تريد أن تقدم أفضل ما لديها لحلب كما قلنا.
ختاماً:
كان لرئيس مجلس المدينة هذه الرؤية حول الواقع الخدمي في حلب والمشاريع التي قام بها المجلس، وفي أكثر من نقطة خالفت وجهة نظره أو كان رأيه معاكساً لمجمل رأي المواطنين أو حتى بعض الجهات الرسمية بما يخص العديد من القضايا، ولكن يبقى الواقع الخدمي يحتاج الكثير للنهوض به، الأمر الذي يتطلب رؤية تنموية شاملة على مجلس المدينة أن يخطط لها وأن يقوم بتنفيذها لتلافي الثغرات الحالية وأن يوظف موارده المالية للنهوض بالمدينة بجميع أحيائها وبشكل متواز لا أن يكتفي بتعليق الواقع على مشجب الحرب وآثارها.
تصوير: خالد صابوني