الثورة – آنا عزيز الخضر:
“ماسلو” عالم اجتماعي رتب أولويات الإنسان، كي ينطلق إلى الحياة ويبدع، وقد بدأ مراحله بتحقيق الاحتياجات البيولوجية، ثم الإحساس بالأمان، بعدها الانتماء، ومن ثم تحقيق الذات، وتقبل الواقع والحياة، وابتكار الحلول المنطقية للمشكلات..
فكيف هو إنساننا وإلى أين وصل؟!.. هذا ما اعتمدت عليه الفنانة “عبير بيطار” في فيلمها تحت عنوان “Deep”، وهو فيلم مستوحى من هرم ماسلو .
مقولة الفيلم مثلما أكدت “بيطار”: “لا أحد منا كاملاًّ.. كلنا على بعد خطوة من أن نكون وحوشاً، وعلى بعد خطوة من أن نكون ملائكة”…
يمر الفيلم بطريقة خاصة، على الفنون التي عرفها الإنسان على مر العصور، ثم يغوص البطل في دواخله بكثير من الدقة، ويستحضر الطفل الذي بداخله، لكن دون جدوى، لأنه تحول إلى وحش بعد أن فقد بوصلته كإنسان، ورأى حقيقته العارية…
حول الفيلم تحدثت الفنانة ” عبير بيطار” قائلة:
الفيلم إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وقد حاولت أن أطرح عبره فكرة هي حقائق إنسانية، وأن أختبر قدرتي لإيصال نفس الفكرة على شكل صورة سينمائية، وكانت للتجربة مفرداتها وعوالمها التي حاولت من خلالها، التوجه لخبرات عدة من مناهج دبلوم العلوم السينمائية وفنونها، وهو ما اتبعته مؤخراً، وأنا ممنونة للتجربة لأنني تعلمت منها أن أتجاوز أخطاء مهمة في المرحلة القادمة.
الفكرة مستوحاة من هرم ماسلو، وحاجات الإنسان للوصول إلى الكمال والإبداع.. أما البطل، فيرى نفسه عارياً في منتصف السلم الوهمي لماسلو ، باستثناء الكرافة، ربطة العنق الزرقاء على رقبته، وهي التي ساعدته على مسايرة وهم أنه على قيد الحياة.. الحياة التي يفترضها مثالية. يحاول البطل أن يهرب من الواقع الحقيقي العاري، ليسقط من أعلى السلم، و ينهض من جديد، يحاول مجدداً الصعود.
الصعود الثاني يوصله لأعماق قلعته الافتراضية، ليرى الطفل الذي بداخله يستنجد به من بعيد، وعندما يفقد الأمل، يمشي حاملاً معه منحوتة وقصاصات ورقية تراثية قديمة، ليبقى البطل سجيناً، متوحشاً في قلعته الافتراضية، يأكل بنهم جثث الأسبقين..
إنها حالة افتراضية، إلا أنها تملك الكثير من الدﻻﻻت والإسقاطات والحقائق الإنسانية.