الثورة – عبد الحليم سعود:
بدأت الحرب الأوكرانية تتخذ مساراً تصعيدياً خطيراً في الآونة الأخيرة، حيث ينفذ نظام كييف ومجموعاته النازية المتطرفة استفزازات عسكرية غاية في الخطورة باستهداف محطة زابوروجيه النووية وهو ما قد يكون له تداعيات خطيرة على أوكرانيا ودول جوار أوكرانيا وباقي القارة الأوروبية تذكر العالم بانفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986 حيث اقتربت ضحايا تلك الكارثة الإشعاعية من 100 ألف وفاة.
يبدو أن النظام الأوكراني الفاشي وبدعم وتحريض من الولايات المتحدة قد اتخذ “خيار شمشون” الانتحاري وأساسه مقولة “عليّ وعلى أعدائي” غير مدرك حجم الخسائر البشرية التي يمكن أن تحدث نتيجة هذا الفعل الطائش المتهور والذي ستكون أرقام ضحاياه من الأوكرانيين أضعاف ضحاياه من شعوب الدول المجاورة.
يعلم العالم أجمع بما فيهم الولايات المتحدة أن المحطة النووية بعهدة القوات الروسية ستكون أكثر سلامة وأماناً، وقد تعمدت روسيا السيطرة عليها لمنع استعمال المحطة من قبل المجموعات المتطرفة وتنفيذ استفزازات نووية من أجل اتهام موسكو ببدء حرب نووية.
روسيا التي استشعرت الجنون الذي وصل إليه نظام كييف اليائس أوضحت في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، بأن التزام الولايات المتحدة الأمريكية الصمت بشأن قصف نظام كييف لمحطة زابوروجيه النووية يعني مساهمتها في احتمال حدوث كارثة نووية، والحقيقة صمت إدارة بايدن عن استفزازات نظام كييف يعني رضاها وموافقتها الضمنية على كل ما يدور في رأس هذا المغامر، ويبدو أنها اتخذت قراراً بمواصلة الحرب في أوكرانيا حتى آخر أوكراني.
تقول المعلومات القادمة من جبهات الحرب إن الجيش الأوكراني شن في الأيام الماضية ثلاث ضربات بطائرات انتحارية مسيّرة على الحي الثالث في إنرغودار، ما ألحق أضراراً بمبنى الإدارة. علماً بأن قصف محطة زابوروجية للطاقة النووية ومدينة إنرغودار لا يتوقف عملياً.
وقال قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي الروسية، الفريق إيغور كيريلوف، إن التوقعات، تشير إلى أن المواد المشعة سوف تغطي بولندا وألمانيا وسلوفاكيا، في حال وقوع حادث في المحطة المستهدفة.
وترى موسكو أن الهدف من الاستفزازات التي يقوم بها نظام كييف في محطة زابوروجيه، هو إنشاء منطقة حظر على القوات الروسية بقطر 30 كيلومتراً، وإدخال قوات دولية ومراقبين أجانب إلى أراضي المحطة، واتهام القوات المسلحة الروسية تالياً بـ “الإرهاب النووي”.
خبير الطاقة الروسي سيرغي بيكين، أوضح أن “قلق وزارة الدفاع الروسية مما يجري لمحطة زابوروجيه ليس بلا أساس، فالكثير لا يتوقف فقط على قوة الضربة، إنما وعلى سرعة واتجاه الرياح.. مضيفاً “من الواضح أن العواقب لن تكون أقل من عواقب حادثة تشيرنوبل أو فوكوشيما اليابانية. فعلى الرغم من اختلاف أسباب الكوارث، إلا أن شيئاً طيباً لا ينتج عنها”.
استشعار موسكو للخطر المحدق من كارثة نووية يجب أن تلاقيه الأمم المتحدة وكذلك القارة الأوروبية بشيء من التفاعل والمسؤولية، من أجل حل سياسي للأزمة بين أوكرانيا وروسيا، لأن استمرار نظام كييف بالتعنت وجر بلاده إلى حلف الناتو لتكون رأس حربة بيد حلف عدواني ضد موسكو لن يجر سوى الخراب لهذه المنطقة وللعالم.
إن استمرار الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بتسليح نظام كييف ومده بأحدث الأسلحة الهجومية وتشجيعه على استفزاز نووي في محطة زابوروجية سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل أوروبا، وقد يجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، وهو ما ينبغي العمل بجدية ومسؤولية لوقفه في الحال، فالعالم لم يستطع تحمل أزمة نقص الغذاء والقمح ليتحمل كارثة نووية من هذا الحجم.
يذكر أن إحصاءات الجيش الروسي سجّلت أنّ قوات كييف نفذت “12 هجوماً، وأطلقت أكثر من 50 قذيفة و5 طائرات مسيّرة قتالية، وذلك خلال شهر واحد”، على محطة زابورجيه للطاقة النووية ومحيطها، مؤكدة أنّ “الجيش الأوكراني يطلق النار بصورة ممنهجة”.