“أنتي وور”: هل تشعل تايوان شرارة حرب عالمية؟

الثورة – ترجمة: ختام أحمد
يبدو أن تايوان ستكون مسارا لحرب قادمة بين الصين والولايات المتحدة، هذا ما تحاول الولايات المتحدة فعله، فقد بدأت بزيارة استفزازية لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وإرسال حاملات الطائرات إلى بحر الصين وإمداد نظام تايوان بالأسلحة، وأي تصادم بين السفن أو الطائرات البحرية الصينية والأمريكية يمكن أن يكون الشرارة التي تشعل حرباً كبرى. لحسن الحظ تدرك الحكومتان الأمريكية والصينية أن الحرب الساخنة ستكون كارثية لكليهما، وبالرغم من ذلك مازال هناك بعض الشخصيات الأمريكية التي تدفع باتجاه الحرب ولا نستبعد تفوق هذه الشخصيات وإصدار قرارات الحرب، والتاريخ يقدم لنا العديد من الأمثلة كالحرب العالمية الأولى حيث كان قادة العالم مجبرين على اتخاذ خيارات مصيرية بين قبول ما اعتبروه خسارة إقليمية لمصالحهم، وبين الوقوف على الهامش ومشاهدة العالم ينقسم. بدأت الحرب مع اغتيال إمبراطور النمسا في صربيا فقامت النمسا بالثأر لإمبراطورها، وأول الداعمين لها كان الحليف الألماني والوحيد، شعرت روسيا بأنها مضطرة لدعم إخوانها المسيحيين الأرثوذكس في صربيا، وفي غضون خمسة أسابيع دخلت أوروبا بأكملها في الحرب.
عبر التاريخ عندما تهدد قوة صاعدة بسرعة بشكل خطير بإزاحة قوة حاكمة كبرى ينتهي التنافس في أغلب الأحيان بالحرب. شهدت السنوات الخمسمائة الماضية ست عشرة حالة من هذه المنافسات، اثنتا عشرة نتج عنها الحرب.
اليوم، الولايات المتحدة والصين منخرطتان في تنافس- الماعز- أكبر تنافس في كل العصور. في هذا الصراع، هل الحرب على تايوان حتمية؟. يشير السجل التاريخي إلى أن احتمالية الحرب هي أكثر من عدمها، ولكن كما تظهر العقود الخمسة الماضية، فإن الأمر ليس كذلك بالضرورة. قبل خمسين عامًا في عام 1972، عندما فتح نيكسون وكيسنجر العلاقات مع الصين، كانت الخلافات بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان بالتأكيد غير قابلة للتسوية، لكن رجال الدولة أظهروا أن التناقض لا يعني أنه لا يمكن السيطرة عليه.
هناك ثلاث حقائق قاسية حول المواجهة بين الصين والولايات المتحدة على تايوان اليوم. أولاً، ليس فقط شي جين بينغ ولكن القيادة والأمة الصينية بأكملها ملتزمة بشكل لا لبس فيه بمنع تايوان من أن تصبح دولة مستقلة. إذا أُجبر شي وفريقه على الاختيار بين قبول تايوان المستقلة والحرب التي تدمر تايوان وجزءًا كبيرًا من الصين، فإن شي وفريقه سيختارون الحرب.
ثانيًا، ما أسماه ونستون تشرشل “التيارات المميتة” في السياسة الداخلية ينتشر الآن في كل من الولايات المتحدة والصين، فبالنسبة لبديهيات السياسة الأمريكية أنها تحظر أي وصول أو صعود دول في مواجهتها فتعتبره مسألة تهديد لأمنها القومي.
وبالتالي، يسارع السياسيون الجمهوريون والديمقراطيون لإظهار نوع من الصرامة مع الصين، فقد دعا المرشح الرئاسي مايك بومبيو الولايات المتحدة للاعتراف باستقلال تايوان، وبالنظر إلى الديناميكيات بين الجمهوريين، فمن المحتمل أن يكون هذا بمثابة بند مشترك في برنامج الحزب الجمهوري في الحملة الرئاسية لعام 2024. في تايبيه، بشرت بيلوسي”بالعهد الرسمي للولايات المتحدة … لدعم الدفاع عن تايوان”، كما قدم السناتور بوب مينينديز، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية، والسناتور ليندسي جراهام، وهو زعيم جمهوري في قضايا الدفاع، قانون سياسة تايوان، الذي سيعين تايوان “حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو” و الالتزام بمبلغ 4.5 مليارات دولار كمساعدات عسكرية، وفي الوقت نفسه بينما يرتب شي جين سياسته الداخلية لولاية ثالثة غير مسبوقة كأمين عام وإمبراطور افتراضي مدى الحياة، فإن الضغط عليه للوقوف في وجه الولايات المتحدة والوقوف بقوة في تايوان أقوى من أي وقت مضى.
ثالثًا، في حين أن معظم السياسيين الأمريكيين لم يعترفوا بها بعد، فقد تغير التوازن العسكري في مضيق تايوان في ربع قرن منذ أزمة تايوان الأخيرة. لقد تحول ميزان القوى المحلي بشكل حاسم لصالح الصين، فقد تخسر الولايات المتحدة حربًا على تايوان، كما صرح نائب وزير الدفاع السابق روبرت وورك علنًا، في محاكاة البنتاغون الأكثر واقعية وألعاب الحرب الحساسة، فإن النزاع على تايوان، سينتهي بنتيجة ثمانية عشر إلى صفر، والثمانية عشر ليس فريق الولايات المتحدة الأمريكية إنما للصين. على الرغم من القفزة الهائلة التي حققتها الصين في القدرات العسكرية، تواصل الولايات المتحدة هيمنتها على مياه البحار الزرقاء التي تعتمد عليها الصين في استيراد الطاقة وتصدير منتجاتها. بالطبع، يمكن أن تتصاعد تلك الحرب الأوسع نطاقًا وتشمل الدرجات العليا من سلم التصعيد ويمكن أن تصل إلى استخدام الأسلحة النووية.

في المجال النووي، ليس هناك شك في حقيقة أن الولايات المتحدة يمكن أن تمحو الصين من الخريطة، كما أنه ليس هناك شك في حقيقة أنها لا تستطيع فعل ذلك دون أن ترد الصين بضربات نووية من شأنها أن تقتل معظم الأمريكيين. تمتلك الصين الآن ترسانة نووية قوية تخلق حالة من الحرب الباردة تسمى MAD: تدمير متبادل مضمون. في حرب نووية، لا يمكن للولايات المتحدة ولا الصين أن تدمر الأخرى دون أن تدمر نفسها. في ذلك العالم، كما علمنا الرئيس رونالد ريغان، “لا يمكن كسب حرب نووية، وبالتالي يجب عدم خوضها أبدًا”. ولكن في حين أنه لا يوجد زعيم عقلاني قد يختار خوض حرب نووية، فإن تاريخ الحرب الباردة يتضمن عددًا من المواجهات التي اختار فيها القادة تحمل مخاطر الحرب المتزايدة بدلاً من قبول الاستيلاء السوفييتي على برلين أو وضع رؤوس نووية في كوبا.
إذا كان أفضل ما تستطيع حكومتا الولايات المتحدة والصين إدارته هو فن الحكم كالمعتاد- وهو ما رأيناه خلال زيارة بيلوسي لتايوان- وإلا سنشهد حربًا كارثية يمكن أن تدمر كليهما.
بقلم: جراهام تي ألسون

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة