لتثبيت الهيمنة

الولايات المتحدة ترفع سقوف التصادم عالياً، بعدما أغلقت أبواب الحوار والدبلوماسية مع الدول التي تضعها في خانة الأعداء، وفي مقدمتها روسيا والصين، وهي تجر معسكرها الغربي لمرحلة مواجهة عسكرية على الساحة الدولية، غير محسوبة النتائج، إذ أحاطت روسيا بقواعد عسكرية من جميع الجهات، وترفع مع حلفائها الأوروبيين وتيرة ضخ الأسلحة لأوكرانيا، وعززت قواعدها بالقرب من مضيق تايون، وتدفع نحو عسكرة الأوضاع في بحر الصين الجنوبي، وتستعد اليوم لنشر قوات استراتيجية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية.

الولايات المتحدة تفتح نيران المواجهة على جميع الجبهات، في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، وفي منطقة الشرق الأوسط، وتتمادى بسياسة العقوبات بحق كل دولة ترفض الانصياع لسياساتها الهدامة، وتدفع باتجاه تقويض الأمن والسلم الدوليين، وكل هذا التصعيد غير المسبوق، لا يمكن قراءته سوى من باب الصراع من أجل الحفاظ على نفوذها العالمي وتثبيت قطبيتها الأحادية، وهي ترى وفق منظورها الاستعماري أن جر العالم إلى حرب شاملة قد يكون مخرجاً يعيد الاعتبار إلى هيبتها المتصدعة، ويكرس مكانتها وقيادتها الأحادية.

مشكلة الولايات المتحدة، أنها ما زالت ترفض التعايش مع حقيقة أن العالم يتغير عكس الاتجاه الذي تريده، في ظل بروز قوى مؤثرة وفاعلة تنافسها على المسرح الدولي، ولا تريد الاعتراف بأن عصر الهيمنة قد ولّى، وما يزيد في المشكلة أن الدول الأوروبية السائرة في الركب الأميركي تنطلق في علاقاتها مع الدول الأخرى من بوابة المصالح الأميركية وليس من بوابة مصلحتها الوطنية، فكل دولة تصنفها الولايات المتحدة في خانة الأعداء، هي بالضرورة عدوة أيضاً للدول الأوروبية، وعليه فإن أوروبا المرتهنة تعطي واشنطن قوة دفع إضافية للاستمرار في سلوكها المتغطرس، والمدمر للعلاقات الدولية، حتى لو كان ذلك على حساب أمن واستقرار الشعوب الأوروبية نفسها، علماً أن الولايات المتحدة قد تضحي بأمن ومصالح كل حلفائها من أجل ضمان استمرار هيمنتها على العالم.

الجنوح الأميركي نحو تأجيج الأوضاع على الساحة الدولية، وجر العالم نحو الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة، يشكل بكل تأكيد خطراً داهماً، ليس على الدول التي تناصبها واشنطن العداء فحسب، وإنما على أميركا نفسها، وعلى الدول الأوروبية وغيرها ممن تسير خلف النهج الأميركي، وأمن العالم بأسره سيكون رهينة للسياسة الأميركية، وهذا يستدعي من الولايات المتحدة أن تراجع حساباتها، وتعيد بناء علاقاتها الدولية على أساس التكافؤ وتوازن المصالح والابتعاد عن منطق القوة الغاشمة، فهذا وحده ما يحفظ مكانتها الدولية، ويضمن الحفاظ على مصالحها.

آخر الأخبار
المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة في اليوم العالمي للطفل.. جامعة دمشق داعمة لقضايا الطفولة بمناهجها وبرامجها التعليمية استشهاد 36 وإصابة أكثر من 50 جراء عدوان إسرائيلي على مدينة تدمر بالتزامن مع يوم الطفل العالمي.. جهود لإنجاز الاستراتيجية الوطنية لحقوق الطفل "التجارة الداخلية" بريف دمشق تبدأ أولى اجتماعاتها التشاورية أسطورة القانون رقم 8 لحماية الناس..!! حمى عناصر الرقابة التموينية والتضخم والغلاء.. مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة د... رئاسة مجلس الوزراء: عدم قبول أي بطاقة إعلامية غير صادرة عن وزارة الإعلام أو اتحاد الصحفيين السفير الضحاك: استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين انطلاق الحوار الخاص بتعديل القوانين الناظمة لعمل "التجارة الداخلية" بطرطوس الأملاك البحرية لا تُملك بالتقادم والعمل جار على تعديل قانونها وزير التجارة الداخلية: بهدف ضبطها ومراقبتها .. ترميز للسلع والمنتجات ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43972 منذ بدء العدوان عراقجي: فرض أوروبا إجراءات حظر جديدة ضد إيران خطوة مدانة واستفزازية ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان على جنين ومخيمها لليوم الثاني إلى خمسة في يومهم العالمي.. مطالبات فلسطينية بحماية فورية للأطفال من استهدافهم الممنهج القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتقضي على 50 عسكريا أوكرانيا في سومي زيلينسكي: أوكرانيا ستهزم بحال أوقفت واشنطن دعمها العسكري     "كاونتر بانش": مطالبات بإقرار عضوية فلسطين في الأمم المتحدة