خلال أيام قليلة ودع السوريون الفنانين المبدعين انطوانيت نجيب وبسام لطفي بعد مسيرة حافلة من العطاء والتألق والجمال ليخيم الحزن على المشهد الفني والثقافي.
نعم اختطف الموت من دون سابق إنذار من جالا في عوالم الدراما والسينما والمسرح، والمؤسسين عبر السنين للوحات إنسانية مفرحة حيناً ومؤلمة أحياناً لتمتزج المفردات بين الفرح والحزن، والحب والوجود، فأجادوا بحق في الوصف والتعبير عن كل ماجسدوه خلال مسيرتهما الفنية.
لاشك في أن الخسارة كبيرة، فكيف إذا كانت بحجم هؤلاء النجوم الذين سارع زملاؤهم لرثائهم، مغدقين عليهما الأوصاف التي لا تليق إلا بهما مثل: الخلوق، والإنسان، والكريم والمخلص والمحب …. الخ .
رحلَ الفنانان الكبيران عن عالمنا، تاركين لنا أوجاعاً مؤلمة، لكنّ مثلهما عصيان على الغياب، فهما حفرا عميقاً في وجداننا، ودخلا بيوت السوريين الذين عاشوا تفاصيلَ حياتيةً لن تنمحي من الذاكرة وبتنا نفتقدها في بعض الأحيان .
هذا الإبداع وهذا العطاء اللامحدود أبقيا على أصحابه أحياءً يتذكرهم الناس أجيالاً تلو أجيال، فاسم هؤلاء ماثل وحاضر دوماً في مجريات الحياة الفنية والثقافية .
رحل عنا بسام لطفي وانطوانيت نجيب ولهما في القلب أجمل الذكريات وأعطرها وأحلاها…. يذهبان إلى البعيد إلى حيث الحياة الباقية الخالدة…
وداعاً لمن هم أحياء بيننا .. وداعاً لروحكما التي ستظلُّ ترفرف حائمة حولنا وبيننا، تُذكرنا بكما وبما أبدعتما من فنّ جميل وإنساني.