الثورة- يامن الجاجة:
الإعلان الصادم يوم الخميس الفائت عن وفاة رئيس نادي تشرين طارق زيني إثر حادث مروري على أوتستراد حمص دمشق ، و حالة الألق التي ترك بها هذا الرجل ناديه بعد أن قدّمه في لائحة أولوياته على عائلته و بعد كمية العطاءات الكبيرة التي وهبها المرحوم زيني لبطل الدوري الكروي الممتاز و التي كانت تقوم على منح فريق تشرين كل ما يملك ليبقى نادي الدم و الذهب ( كما يطلق عليه عشاقه) في الريادة و لتكون نتيجة ذلك حصد ثلاثة ألقاب متتالية للدوري الكروي الممتاز مقابل خسارة رئيس النادي لجزء كبير من ممتلكاته الخاصة إلى الحد الذي توفي فيه الرجل دون أن يكون لولديه و زوجته بيت يؤويهم، كما أن حالة الالتفاف الشعبي و الجماهيري التي خلقها طارق زيني بفاجعة وفاته التي وحدت كل جماهير الأندية و كوادرها خلف فكرة نبذ التعصب الرياضي التي نادى بها الراحل دائماً و أبداً.
كل الذي ذكرناه سابقاً يؤكد أن رئيس نادي تشرين كان صاحب رسالة نبيلة و قد توفي وهو في طريقه لحضور أولى مباريات فريقه في الدوري الممتاز لكرة القدم مكرّساً آخر أيام حياته (كما كان يفعل دائماً) لخدمة ناديه.
بصراحة فإن كل ما يتعلق بحياة و عمل طارق و ما قدمه لناديه خصوصاً و رياضتنا عموماً يثير تساؤلات عن طبيعة ما ستقدمه المؤسسات الرياضية لعائلة زيني، و نحن إذ نتساءل فليس بسبب تشككنا لناحية تنصل قادة رياضتنا من مسؤولياتهم تجاه عائلة الشهيد طارق زيني و لكن نتساءل لأن الواجب يقتضي تكريم صاحب أي رسالة نبيلة و لا سيما عندما نكون بحاجة العشرات من أمثال زيني إن وجدوا في كافة أنديتنا.
