الثورة- هشام اللحام:
أظهر ريال مدريد الإسباني أنه يسبح في فلك مختلف عن بقية الأندية الأوروبية، بالنظر إلى حالة الاستقرار المالي والنتائج الرياضية التي يحققها من موسم إلى آخر، والحصول على أهم الألقاب في إسبانيا وأوروبا.
وكشف تعامل ريال مدريد مع الميركاتو الصيفي الفارق الكبير في استراتيجية الفريق وبقية الأندية الأوروبية الأخرى، بما أن الريال حسم كل صفقاته في وقت قياسي من خلال التعاقد مع أنطونيو روديغير في صفقة انتقال حر، وتشاوميني من موناكو سريعاً، وكان اللاعبان حاضرين مع بداية التحضيرات. أما الأندية الأخرى، فظلت تصارع إلى الساعات الأخيرة قبل إغلاق سوق الانتقالات من أجل دعم صفوفها أو تسجيل اللاعبين، غير أن هذا الأمر لا يحدث مع الريال الذي أنهى كل الملفات سريعاً. وسار النادي الملكي على منوال خطط له منذ المواسم الأخيرة، فهو يبحث عن الصفقات القوية المجانية، وكان أبرزها روديغير هذا الموسم وألابا في الموسم الماضي، وهما اسمان مميزان انضما إلى الفريق من دون أن يكون الريال مجبراً على الدخول في مفاوضات مع الأندية.
وعندما يدخل ريال مدريد في صفقة، فإنه لا يدفع مقابلاً إلا للحصول على نجم شاب يفترض أن يكون الأفضل في مركزه، فالريال حوّل التعاقدات إلى استثمارات لإعداد المستقبل.وما حصل في صفقة تشاوميني يؤكد هذا التوجه، فالريال تعاقد مع اللاعب الواعد مقابل 80 مليون يورو وبعد فترة، نجح في استعادة المبلغ الذي دفعه بعد انتقال لاعبه كاسيميرو إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، كما أنه ضمن وجود لاعب معوض.
كما نجح ريال مدريد في التخلص من كل العناصر الذين لم يكونوا قادرين على مساعدة الفريق، مثل يوفيتش الذي رحل إلى فيورنتينا الإيطالي، ولم يمدد عقود اللاعبين الذين انعدمت إضافتهم، ونجح في تخفيض سقف الأجور من دون أن يهدد استقرار الرصيد البشري.
ويبدو النادي الملكي في وضع مختلف بالكامل عن كل الأندية الأخرى بفضل خططه الرياضية، التي تساعده في المحافظة على التوازن المالي مع ضمان التنافس رياضياً.