الثورة – ترجمة رشا غانم:
إنّ التحذيرات والتهديدات التّي أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية كمحاولة إجبار وإقناع الدول على منع التجارة مع روسيا ليس لها أي شرعية، لأنها تمثل إرادة واشنطن فقط، وتريد اختطاف إرادة الشعوب.
ومع ذلك، قامت وسائل الإعلام الغربية بمراجعة المنتدى الاقتصادي الشرقي لروسيا لعام 2022، بهدف تحديد الدول التي لديها الجرأة لمواصلة تعاونها الاقتصادي والتجاري مع روسيا في تحدِّ للعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد البلاد.
وقد أولوا اهتماماً خاصاً لمحاولة العثور على دليل لإثبات أن الصين تساعد روسيا.
هذا وحضر- أكثر من 5000 مشارك من 67 دولة ومنطقة، بما في ذلك بعض حلفاء وشركاء الولايات المتحدة – المنتدى وتم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية والمتعددة الأطراف، لاسيما الاتفاقات المتعلقة بإمدادات الطاقة والغذاء، وهي علامة بارزة على أن التخويف الأمريكي وإرهاب الدول لم ينجح.
وعلى العكس من ذلك، فإن العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا هي التي دفعت هذه الدول إلى التدفق لشراء النفط والغاز والأسمدة الكيماوية والمواد الغذائية من روسيا.
كما انتقدت بعض وسائل الإعلام الغربية الصين لعدم ممارسة “ضبط النفس” الواجب في تعاملها مع روسيا.
ولكن باعتبارهما جارتين صديقتين، فمن الطبيعي أن يكون للصين وروسيا تبادلات اقتصادية وتجارية قوية وأن تسعى إلى تعزيزها.
فقد أصبحت منطقة الشرق الأقصى في روسيا منطقة مهمة للتعاون الاقتصادي بين البلدين. حيث لا يخضع تعاون الصين مع روسيا لموقف واشنطن. والعلاقات بين الصين وروسيا ليست تحالفاً، كما أنّ التعاون بين الصين وروسيا لا يستهدف طرفاً ثالثاً.
فما يجب “تقييده” ليس التعاون الشرعي بين الدول الأخرى وروسيا، وإنما ممارسات السياسيين المثيرين للمشاكل في واشنطن.
وبتوجيه أصابع الاتهام إلى تعاون الصين مع روسيا، يحاول بعض السياسيين في واشنطن ربط الصين وروسيا معاً حتى يتمكنوا من اختلاق “تهديد” غير غربي موحد للولايات المتحدة في سعيهم لتحقيق أجنداتهم الخاصة.
لكن على عكس الصورة التي يحاولون رسمها، فإن الولايات المتحدة والتحالفات والجماعات التي شكلتها هي التي تهدد أمن العالم واستقراره.
