لم يعد يخفى على أحد أن الحرب التي شنت على سورية والأحداث التي عشناها ومازلنا لم تكن لأهداف وطنية أو تحمل في طياتها الحق والعدل كما حاول الغرب أن يسوق، إنما كان هناك مجموعة من الأهداف غير المعلنة والمستترة والتي صبت بمجملها في إطار إبعاد سورية عن دورها المبدأي الدولي ومسارها العروبي الواضح والأهم من هذا وذاك تحويلها إلى دولة فاشلة غير قادرة على حماية استقلالية قرارها، وإلا فما الذي يفسر استهداف المنشآت الخدمية والتنموية والاقتصادية والتعليمية، وما مبرر الحصار المفروض حتى اللحظة على السوريين والذي لم يستثنِ الغذاء والدواء وسبل العيش الكريم…
الدولة بدورها كانت واعية ومدركة لحجم الاستهداف والمؤامرة وسعت إلى مواجهة التحديات بشجاعة ومسؤولية ولم تغفل عن الأهداف والمسارات التي بدأت فيها وأغاظت الأعداء الذين وحسب اعتقادهم لن يسمحوا للسوريين بأن يتجاوزا الخطوط الحمراء التي وضعوها بأنفسهم ومنها العلم والتقدم والازدهار..
شهدنا في الأيام القليلة الماضية زيارة للرئيس بشار الأسد، وساتطرق للخبر الرسمي للزيارة لأنه جاء مميزاً ومعبراً لحالتنا هذه، ففي عام 2009 انطلق المركز الوطني للمتميزين في حمص كمنارة علمية وطنية، وكان هدفاً للإرهاب عام 2012، فغادرت كوادره وطلابه ليتنقلوا بين عدة محافظات في مراكز مؤقتة حاملين معهم تطلعاتهم وإرادتهم التي لم تنكسر . واليوم يعود المركز بألق جديد وتطلعات أكبر في المناهج والاختصاصات وأدوات التعليم والكوادر.
قبل 13 عاماً كان الرئيس الأسد حاضراً في انطلاقة هذا المركز، واليوم في أول أيام العام الدراسي الجديد بعد إعادة افتتاحه في حمص شارك الرئيس الأسد كوادر المركز وطلابه رسالة الفرح والفخر بالعودة والأمل بالقدرات والإمكانيات والإنجازات، رسالة البناء في مواجهة التدمير، العلم في مواجهة الجهل.
الرئيس الأسد اطّلع خلال زيارته على الأقسام المخبرية والتعليمية، واجتمع مع مجلس أمناء هيئة التميّز والإبداع، ومجلس الشؤون العلمية لمركز المتميزين ولجنة الخبراء والمختصين، وناقش معهم طروحاتهم وأفكارهم حول النهوض بالتعليم بما يتماشى مع التغيرات العلمية والاقتصادية، وكيفية دعم المسار البحثي لينعكس في قطاعات الإنتاج والخدمات.
الإصرار على الأهداف التي أغاظتهم في الماضي يوجه رسالة أننا ماضون في طريقنا وأهدافنا رغم كل الظروف، والحرب التي شنت لم تحقق أهدافها المعلنة والمستترة، وبالنسبة للخساىر فما هي إلا ضريبة للصمود ومن الممكن تجاوزها وخاصةً بوجود شعب حي وخلاق كالشعب السوري العريق بحضارته التي أذهلت العالم…