البعض إن أشعلت لهم أصابعك العشر شمعاً وانطفأت واحدة منها سينسون التسع شمعات ويحاسبونك على الواحدة، إنه نكران الجميل والجحود لمن قدم لهم خدمة أو وقف معهم موقفاً شهماً وكريماً.
وبالمقابل هناك أصحاب القيم والشهامة، فالناس معادن فمنهم الثمين جداً كالألماس والذهب بعياره الأعلى، وهؤلاء نوادر في كل زمان ومكان، وهم بضاعة نادرة ويحتاج الناس إليهم كالغيث الهاطل من السماء أيام الجفاف وندرة المطر، وتراهم يقدمون الخير والنعمة بسخاء وكرم من دون منة ورياء.
والمجتمع يزهو بهم ويكبر، ويسهمون إسهاماً مباشراً في مد جسور المحبة بعفوية وارتياح، فكم نحن بحاجة إلى هذه الفئة التي تغيث الملهوف وتسد حاجة المعوز فهي شلال عطاء وخير.
وما أكثر هؤلاء بالمقابل نرى أناساً لا يعجبهم العجب، ونراهم دائماً متذمرين مكفهري الوجه، غير مرتاحين لكل ما يفعله الكرماء آنفو الذكر، فنراهم ينكرون الجميل لا بل يتكلمون بالسوء وبألفاظ لا تليق بهم.
هؤلاء لا يروق لهم إلا عكس اتجاه العمل الطيب والفعل الحسن، وإذا تمحصت في خفايا قلوبهم ترى الغل والحسد ديدنهم لايشكرون الناس الكرماء أصحاب النعمة الذين يقدمون واجبهم.
ولضعاف النفوس تقول الحكمة: إذا أردتم ألا تفعلوا الخير فدعوا غيركم يعمل، ولاتكونوا عقبة كأداء في طريق هؤلاء الذين يسهمون في البناء وتسريع عجلة الإنتاج وما عليكم إلا أن تشرعوا بتصحيح مساركم فالوقت متسع لكم ولأمثالكم لتكون لبنة في البيئة التي أنت فيها، ولا تكونوا ناكري جميل للذين جعلوا الحياة حلوة رائعة بسخائهم وعطائهم وبذلهم في وجوه الخير وخدمة الآخرين.
كونوا مثلهم، وأجمل ما قيل في هذا المقام: تشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح، وعودة على ذي بدء لا تنكر جميل الذين نجحوا وأنتجوا وخدموا الآخرين، ولا تكن عقبة” كأداء في طريقهم فذلك فيه رفعة للمجتمع وسموه، فناكر الجميل غير مرغوب فيه، والحب كل الحب للمتفانين في رقي وسمو مجتمعهم الذي هو بحاجة كافة أبنائه.
جمال الشيخ بكري