الثورة – سهيلة اسماعيل:
شكاوى كثيرة وصلت إلى مكتب الجريدة في حمص من أهالي طلاب وتلاميذ لم يستلموا كتبهم المدرسية حتى الآن رغم مضي فترة لا بأس بها على بداية العام الدراسي. حتى أن بعضهم يتندر معلقاً على تسليم أبنائهم في مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الأولى كتباً مدورة: «لقد أوجدت لنا وزارة التربية وظيفة جديدة تقضي بأن نمحو حلول التمرينات الموجودة على كتب أولادنا , ليقوموا هم بحلها من جديد.. بينما رأى آخرون أنه كان الأولى بوزارة التربية ألا تفتتح المدارس قبل تجهيز الكتب ولكافة المراحل.. فما جدوى بدء العام الدراسي وهناك كتب غير جاهزة…؟؟ لكنَّ المفارقة العجيبة أن تتوفر الكتب في المستودعات ويتم بيعها للأهالي بينما لا تتوفر في المدارس مشيرين الى ان أسعار الكتب المدرسية لحقت «هي الأخرى» بموجة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد والحاجات الاستهلاكية.
لماذا فتحوا المدارس..؟
أكدت «أم علي» من حي وادي الذهب خلال لقائنا بها في مستودع الكتب «ميسلون» أنها تجد صعوبة في إقناع ابنتها في الصف الرابع بمحو ما تمت كتابته على كتابها القديم الذي استلمته من مدرستها. وتساءلت عن التسرع بافتتاح المدارس في حين أن نسبة كبيرة من الكتب غير جاهزة..!!
حلول جاهزة..
بينما استغرب الدكتور «جلال عبود» من جامعة البعث ولديه طفل في الصف الثالث بمدرسة ميسلون أن كتاب العلوم للصف محلول بالكامل وهذا يشجع بعض التلاميذ على الكسل لأنهم يجدون الحل جاهزاً على الكتاب بينما التلميذ المُجد لا يقبل بذلك, وأغلب الأهالي ليس لديهم الوقت لإزالة الحلول عن الكتاب وهم بالكاد يتابعون دراسة أبنائهم في ظل الظروف الحياتية الحالية وما فيها من ضغوط . وبعض الحلول مكتوبة بقلم أزرق، أي لا يمكن إزالتها بالممحاة وأضاف متسائلاً: ألا تقضي مجانية التعليم أن يستلم التلاميذ والطلاب كتباً جديدة وغير مستعملة؟ وما المغزى من توفر الكتب في المستودعات وبيعها للأهالي وعدم توفرها في المدارس؟
أمناء المكتبات: لسنا مقصرين..
يلقي الأهالي اللوم على أمناء المكتبات في المدارس لتأخرهم في تأمين الكتب مع بداية العام الدراسي. وهم يقولون إنهم يراجعون المستودعات أكثر من مرة لاستلام الكتب. أي أنهم ليسوا سبباً في التأخير.
أمينة المكتبة في ثانوية «حمدان محفوض» قالت: أراجع مستودع الكتب كل يوم للحصول على الكتب المطلوبة للطلاب وخاصة كتب اللغتين الفرنسية والإنكليزية, فهناك نقص في الكتابين حتى الآن ولم نحصل على حاجة المدرسة منهما لأن المنهاج تغير وأصبحت سلسلة إيمار هي المعتمدة. وقد راجعنا المستودع خلال الأسبوع الإداري ولم تكن الكتب متوفرة.
بينما أكدت أمينة المكتبة في إعدادية الشهيد «مدحت ابراهيم» الخوارزمي» سابقاً» أنهم سلّموا الكتب من أول يوم للطلاب, لكن ما يحصل أننا وزعنا الكتب المدوّرة, وكلما حصلنا على كتب جديدة من المستودع نستبدل القديم بالجديد. ولدينا قسم قديم وقسم جديد. وتغيب الطلاب في الأيام الأولى يسبب إرباكاً في عملية توزيع الكتب.
وعبر مدير الثانوية «محمد صقر» في قرية رام جبل» 50 كم غرب حمص» عن استيائه لأنه يتعب كثيراً في المجيء من قريته البعيدة ويتكلف مادياً بسبب ارتفاع أجور النقل. وطلب أن يتم تجميع الكتب وتأمينها خلال الصيف بحيث نأتي مرة واحدة لاستلام الكتب وفي المرات القادمة نستكمل النقص الحاصل. لقد أتيت في شهر آب واستلمت قسماً من الكتب وربما لا أستطيع الحصول على حاجتي هذه المرة أيضاً…!!
وقالت أمينة المكتبة في ثانوية جديدة الشرقية «علا الحسن» إنها حصلت خلال الصيف على الكتب ما عدا كتب اللغات وهي اليوم موجودة في المستودع للحصول على ما يتوفر من كتب وألقت اللوم على وزارة التربية لأنها لم تجهز الكتب قبل بداية العام الدراسي.
أمناء المستودعات: ما باليد حيلة..
وفي مستودع ميسلون لكتب المرحلة الإعدادية والثانوية قال أمين المستودع «غياث عموري»: لقد تأخرت كتب اللغتين لأنها جديدة بحكم تغير المنهاج والآن توفرت الكتب ونحن نوزعها على المدارس حال وصولها، أي أن التأخير ليس من المستودعات ونحن ليس بيدنا حيلة لحل المشكلة.
أما في مستودع المرحلة الإبتدائية فارتبك أمين المستودع «ماهر ربيع» لأننا واجهناه بسؤال عن سبب بيع الكتب في المستودع وعدم توفيرها في المدارس..؟؟ مؤكداً أن البيع يتم بعلم الوزارة وثمن الكتب يعود للوزارة. ولأننا أحرجناه بالسؤال عن البيع ولم نقتنع بإجابته أقلع عن بيع أولياء التلاميذ الموجودين ضمن المستودع لشراء ما يلزم أولادهم من كتب كان من المفترض أن يستلموها في مدارسهم منذ الأسبوع الأول على بداية العام الدراسي.
مديرية المطبوعات: الكل مسؤول..
وفي اتصال هاتفي مع مدير مديرية المطبوعات والكتب المدرسية في حمص «سمير عباس» أكد أنَّ الجميع مسؤول عما يحدث بخصوص توزيع الكتب المدوّرة أو الجديدة، فالكتب تُدور لمدة عامين، وهناك قرار من وزارة التربية بهذا الخصوص، وقرار آخر بتأليف لجنة في كل مدرسة اسمها لجنة الكتاب المدرسي تضم مدير المدرسة وأمين المكتبة وموجه من المدرسة ومهمتها تغريم الطالب الذي لم يحافظ على كتابه خلال العام الدراسي ومعاينة الكتب عند استلامها من الطلاب في نهاية العام الدراسي وهناك مسؤولية تُلقى على عاتق الأهالي الذين لا يحثون أولادهم للحفاظ على الكتاب المدرسي واعتباره ملكاً لهم ريثما ينتهي العام الدراسي لتسليمه بحالة جيدة, ونحن حسب ما يردنا من المدارس ولجانها نخبر مديرية التربية بأعداد الكتب الصالحة للتوزيع في العام التالي. وقمنا بتوزيع الكتب على الصفين الأول والثاني وكلها جديدة، أما المدورة فهي للصفوف من الثالث الابتدائي حتى الصف التاسع, وعلينا جميعاً أن نتحمل ما يحصل خاصة في ظل الظروف الحالية إذ أصبحت فاتورة طباعة الكتب مكلفة جداً. أما بخصوص بيع الكتب للأهالي في المستودعات فقال: هناك نسبة مسموحة. وعن التأخر بالتوزيع قال: نوزع الكتب فور وصولها من دمشق ولا يوجد تأخير لدينا بعملية التوزيع وإنما هناك تأخر من أمناء المكاتب بسبب ارتفاع أجور النقل.