هناك لوحة معلقة في متحف اللوفر في باريس، تحت عنوان: “كش ملك” واللوحة تصور اثنين من اللاعبين أمام رقعة الشطرنج، الأول يبدو واثقاً من انتصاره, شامتاً بغريمه، وتبدو ملامح اليأس على اللاعب الآخر الذى أحنى رأسه نحو رقعة الشطرنج، إذ يبدو أنه لا مخرج ولا مفر من الهزيمة في هذه اللعبة.
وبينما يزور المتحف مجموعة من الرياضيين الحائزين على جوائز عالمية، مر المرشد على اللوحات لشرحها، وأتى عند هذه اللوحة وقال: هذه لوحة الهزيمة لإنسان خسر معركته مع عدوه.
وكان بين الرياضيين بطل العالم بالشطرنج، وقد تجاوز الجميع اللوحة إلى لوحة تالية، وبقي بطل العالم بالشطرنج واقفاً يراقب اللوحة، وبعد وقت عاد المرافق ليسأله عن سبب تركه للجميع ووقوفه عند اللوحة.
قال له البطل اقترح عليكم إما تغيير اللوحة وإما تعديل اسمها.
استغرب المرافق وسأله عن السبب فقال له بطل العالم في الشطرنج: لماذا ترون أن في هذه اللوحة هزيمة لذلك الشخص؟ فهو لم يهزم في معركته بعد، فما زال أمام الملك حركة واحدة إضافية, يمكنها أن تغير الموازين وتنتزع له النصر.
هذه اللوحة تعبر عن واقعنا المعاش تماماً عن خوفنا وقلقنا الوجودي ويأس وقنوط شديدين من مرض ألمَّ بنا وتراكم الديون علينا والارتفاع الشديد في أسعار المواد الحياتية, بسبب الحصار الجائر المفروض علينا, لكن دائماً هناك فرج قادم في الطريق لا محالة، يقلب الموقف رأساً على عقب ويكون الحل.
أي إذا كنت تظن نفسك محاصراً وأن كل شيء ضاع ولا يوجد أمل, يجب أن تؤمن أنه لايزال لديك فرصة إضافية لحل مشاكلك المالية والعائلية وحل مشكلة الأولاد وتربيتهم ومحاولة إضافية لتطوير نفسك في الكثير من المجالات الحياتية والتعليمية.
من الممكن أن تخسر مرات ومرات وأن تتحمل كل أشكال المعاناة في الحياة، ولكن إياك أن تقع فريسة اليأس.
باختصار لا ترتعب، لا ترتبك وتنقبض، فما أنت عليه ليس هو نهاية المطاف، فبكل تأكيد دائماً هنالكَ فرصة قد لا تكون الأخيرة.