برغم أن الثقافة فعل شعبي نجد أن معظم المشاريع الثقافية على مستوى سورية تأخذ شكلاً حكومياً ورسمياً، وتأتي المبادرات الأهلية قليلة جداً مقارنة بعدد المثقفين والكتّاب والأدباء والمفكرين والنقّاد والشعراء والتشكيليين والرسامين والموسيقيين والفنانين…
ينتظر العديد من هؤلاء الرعاية الرسمية لأيّ مشروع ثقافي نهضوي وتغيب السلطة الثقافية التي من المفترض هي من يؤسس ويُعمّر حضارات، وللأسف يبحث من يريد أن يستأثر بالثقافة والمثقفين عن خصخصة الثقافة بشروط تفتقد لأهم عنصر من عناصر تكوين الثقافة وهو المنبت والأصل…
الرعاية الرسمية للثقافة بأشكالها يقطف ثمارها قلّة قليلة من فئات الشعب، وحضورها مبدع ومميّز في حدود الاستطاعة لكنّ الأحلام والطموحات أوسع بكثير وتحتاج إلى تضافر جهود أهلية شعبية وحكومية على السواء ومجلس ثقافي تكون الشورى أساسه بين أبناء الوطن الواحد من مؤسسين وراعين حقيقيين لثقافة وطنية مراحلها ليست آنية، فتاريخ ازدهار الدول والأمم ورقيّها يُقاس بمقدار عنايتها بالثقافة….
باعتبار الثقافة في وطني تنتظر الرعاية الحكومية فقط لابدّ من إنشاء صندوق للتنمية الثقافية يشارك فيه القطاع الخاص شبه إلزام مع القطاع العام وتُفرض الضرائب والرسوم المالية على الأعمال التجارية والصناعية لصندوق التنمية الثقافية إسهاماً منها في إتمام المشاريع الثقافية ودعماً للإبداع والمبدعين والنهوض في ثقافة الجيل الجديد والحفاظ على الأخلاق العامة للثقافة وثوابتها الوطنية….