الدعم الخجول لم يُفلح بإنعاش شجرة الزيتون بدرعا مزارعون : المشكلة بغلاء الأسمدة والأدوية وشح بالمحروقات ومياه الري

الثورة – تحقيق -جهاد الزعبي:

بالرغم من عودة الاستقرار لمحافظة درعا وتقديم الجهات المعنية جرعات إنعاش ( خجولة ) لمزارعي الزيتون فقد بقيت الكميات المنتجة هذا الموسم لا تساوي ثلث ما كانت عليه قبل عام 2012 ، حيث تُشير تقديرات مديرية زراعة درعا إلى أن إنتاج المحافظة من الزيتون لهذا الموسم يُقدر بحوالي 22901 طناً من الثمار و2800 طن من الزيت وهذا الرقم التقديري من الإنتاج يؤشر إلى تراجع ملحوظ بكميات الإنتاج عما كانت عليه قبل عام 2012 .. فما هي أسباب هذا التراجع ؟؟

*غلاء الأسمدة..

وأشار المزارع “ركان المصري” إلى أن من أسباب تراجع أعداد أشجار الزيتون خلال سنوات الحرب الظالمة على سورية هو غلاء أثمان الأسمدة ، وأدوية المكافحة وشح مياه الري وارتفاع أسعار المحروقات وغلاء أجور الخدمات الزراعية ، وبالتالي ترك الكثير من المزارعين أشجارهم عرضة لليباس والتحطيب لعدم قدرتهم المادية على تأمين الخدمات الزراعية.

*أمراض الزيتون..

وكشف المزارع “علي الربداوي” أن شح مياه الري أدى لعطش الأشجار ويباس الكثير منها بالتوازي مع غلاء أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة ، حيث يصل ثمن طن السماد نحو أربعة ملايين ونصف المليون ليرة ، وإصابة الأشجار بالأمراض ، مثل ذبابة الزيتون وعين الطاووس ، وغيرها ، وبالتالي أصبحت تكاليف المكافحة أعلى من الإنتاج . وهذا الأمر جعل الكثير من الفلاحين يقطعون الأشجار وبيعها كحطب للتدفئة، وزراعة مكانها أشجار رمان.

*شح المحروقات..

وأوضح الفلاح “زياد حامد” أن قلة مخصصات الأشجار من المحروقات وغلاء ثمنها بالسوق الموازي كان له الدور الكبير في تراجع إنتاج الزيتون لأن الزيتون بحاجة لعدة ريات خلال فصل الصيف.
مردفاً أن الفلاح يضطر لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار كاوية تصل إلى 6000 ليرة لكل ليتر .
وشدد المزارع “أحمد الشريف” على ضرورة توفير الكميات الكافية من الأسمدة والأدوية الزراعية للفلاحين من خلال المصارف الزراعية وبأسعار مناسبة وزيادة مخصصات المازوت الزراعي لري الأشجار المثمرة.

*تراجع إنتاج الزيت..

وأكد المزارع “مهند العلي” أن إنتاج المحافظة من زيت الزيتون تراجع بشكل كبير بسبب تراجع الرعاية للأشجار حتى وصل إلى 2800طن، مما أدى لارتفاع جنوني بأسعار الزيت ، حيث تجاوز سعر صفيحة الزيت سعة 16 ليترا ال 260 ألف ليرة.
ولفت المزارع “خلدون العمار” إلى أنه وبعد عودة الاستقرار للمحافظة وتحسن أسعار زيت الزيتون باشر الكثير من المزارعين بزراعة الزيتون لتحسين دخلهم المادي وتأمين حاجتهم من الزيت.

*تراجع كبير ..

مدير زراعة درعا المهندس :بسام الحشيس” أكد أن إنتاج المحافظة من الزيتون كان قبل عام 2011 يتجاوز ال 65 ألف طن وبعد ذلك العام بدأ إنتاج الزيتون وكباقي المحاصيل بالتراجع بشكل ملحوظ حتى وصل هذا الموسم إلى حوالي 22275 طناً كتقدير أولي.
مشيراً إلى أن عدد الأشجار حالياً يصل لنحو أربعة ملايين شجرة مزروعة بمساحة 22901هكتار ، بينما كان عدد الأشجار قبل عام 2011 أكثر من ستة ملايين ونصف المليون شجرة.

*قلة الرعاية..

ولفت الحشيش إلى أن الحرب الظالمة والحصار الجائر على سورية كان لهما الأثر الكبير على تراجع المحاصيل الزراعية ومنها الزيتون ، حيث تراجعت رعاية الفلاحين للأشجار وترك الكثير منهم مزارعهم عرضة للعطش والتحطيب بسبب الأوضاع وعدم قدرتهم على الوصول لمزارعهم ، وبالتالي عطش الأشجار ويباسها وخروجها من الإنتاج.

*بوادر مشجعة..

رئيسة دائرة الزيتون بزراعة درعا المهندسة “حنان الخياط” بينت أن الفلاحين عادوا حالياً لزراعة حقولهم بأشجار الزيتون بسبب استقرار الأوضاع وتوفير الشتول عبر مشاتل زراعة درعا وأصبحنا نشاهد حقول الزيتون والحواكير المنزلية تزدهر من جديد وخلال فترة قليلة ستعود شجرة الزيتون لتحتل المرتبة الأولى بالمحافظة. مؤكدة أن الزراعة تدعم المزارعين وهناك مدارس حقلية للزيتون لتعميم طرق المكافحة الحيوية وطرق الري الحديث وإدارة المحصول.

*وأخيراً..
نستطيع القول إن واقع شجرة الزيتون وكباقي الأشجار المثمرة بدرعا لايسر الخاطر و تراجعت أعدادها بشكل كبير، وخسرت المحافظة أكثر من مليونين ونصف المليون شجرة ، وأصبحت مستوردة لزيت الزيتون بعد أن كانت مصدرة للمادة، وارتفعت أسعار صفيحة زيت الزيتون حتى وصلت إلى أكثر من 260 ألف ليرة.
فهل تُبادر الجهات المعنية الى دعم مزارعي الزيتون وتشجيع زراعته من جديد ، وتأمين مستلزمات زراعته من أسمدة ومحروقات وأدوية بالكميات الكافية ، بأسعار مدعومة وافتتاح صندوق لدعم شجرة الزيتون .؟؟

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية